بازگشت

احمد بن الحارث القزويني


كان من أصحاب الامام العسكري (عليه السلام) كما في (الكافي) بسنده عن أحمد بن الحارث القزويني قال:

كنت مع أبي بسر من رأي، و كان أبي يتعاطي البيطرة [1] في مربط أبي محمد.

قال: و كان عند المستعين بغل لم ير مثله حسنا، و كبرا، و كان يمنع ظهره، و اللجام و السرج [2] و قد كان قد جمع عليه الراضة [3] فلم يمكن لهم حيلة في ركوبه.



[ صفحه 66]



فقال له بعض ندمائه: يا أميرالمؤمنين! ألا تبعث الي الحسن بن الرضا (أي الامام العسكري) حتي يجي ء، فاما أن يركبه [الامام]، و اما أن يقتله أي (البغل يقتله) فتستريح منه!

قال: فبعث الي أبي محمد، و مضي معه أبي، فقال أبي:

لما دخل أبومحمد الدار كنت معه، فنظر أبومحمد الي البغل واقفا في صحن الدار، فعدل اليه، فوضع بيده علي كفله.

قال: فنظرت الي البغل، و قد عرق، حتي سال العرق منه.

ثم صار الي المستعين، فسلم عليه، فرحب به و قرب، فقال: يا أبامحمد ألجم هذا البغل! فقال أبومحمد - لأبي -: ألجمه يا غلام. فقال المستعين: ألجمه أنت.

فوضع طيلسانه [4] ثم قام فألجمه، ثم رجع الي مجلسه و قعد.

فقال له (المستعين): يا أبامحمد أسرجه. فقال - لأبي -: يا غلام اسرجه.

فقال (المستعين): أسرجه أنت. فقام ثانية فأسرجه و رجع، فقال له: تري أن تركبه؟

فقال: نعم. فركبه من غير أن يمتنع عليه، ثم ركضه في الدار، ثم حمله علي الهملجة [5] فمشي أحسن مشي يكون، ثم رجع، و نزل.

فقال له المستعين: يا أبامحمد كيف رأيته؟ قال: يا أميرالمؤمنين [6] ما رأيت مثله حسنا و فراهة [7] و ما يصلح أن يكون مثله الا لأميرالمؤمنين.

قال: فقال (المستعين): يا أبامحمد، فان أميرالمؤمنين قد حملك عليه [8] .

فقال أبومحمد - لأبي -: يا غلام خذه. فأخذه أبي فقاده [9] .



[ صفحه 67]



أقول: الظاهر وقوع السهو في (المستعين) و الأصح: المعتز، لأن المستعين قتل في عصر الامام الهادي (عليه السلام) و لم يدرك عصر الامام العسكري أي أيام امامته.


پاورقي

[1] البيطرة: معالجة الدابة، و تسمير نعالها، و يقال للذي يقوم بهذا العمل: بيطار.

[2] أي كان يمنع ان يركبه أحد و أن يضع أحد السرج علي ظهره و اللجام في فمه.

[3] الراضة: جمع رائض و هو الذي يذلل المهر و يسخره و يجعله مطيعا، و يعلمه السير.

[4] الطيلسان: ثوب يحيط بالبدن، خال عن التفصيل و الخياطة.

[5] الهملجة: نوع من المشي، و هو السهل السريع.

[6] قد ذكرنا - فيما مضي - كلمة حول خطاب الأئمة (عليهم السلام) الحكام بكلمة: (يا أميرالمؤمنين).

[7] الفراهة: النشاط و الخفة.

[8] حملك: أي اعطاك لتركبه.

[9] الكافي ج 1 / 507.