بازگشت

احمد بن عبيدالله أو (عبدالله) بن يحيي بن خاقان


في الكافي بسنده عن الحسين بن محمد الأشعري، و محمد بن يحيي،



[ صفحه 70]



و غيرهما، قالوا:

كان أحمد بن عبيدالله بن خاقان علي الضياع (المزارع) و الخراج بقم [1] ؛

فجري في مجلسه - يوما - ذكر العلوية و مذاهبهم، و كان شديد النصب (أي العداوة) فقال: ما رأيت، و لا عرفت بسر من رأي رجلا من العلوية مثل الحسن بن علي بن محمد بن الرضا (اي الامام العسكري) في هديه و سكونه، و عفافه و نبله، و كرمه عند أهل بيته و بني هاشم، و تقديمهم اياه علي ذوي السن منهم و الخطر [2] و كذلك القواد و الوزراء و عامة الناس؛

فاني كنت يوما قائما علي رأس أبي و هو في مجلسه للناس، اذ دخل عليه حجابه (جمع حاجب) فقالوا: أبومحمد ابن الرضا بالباب.

فقال (ابي) - بصوت عال -: ائذنوا له!

فتعجبت مما سمعت منهم أنهم جسروا يكنون علي أبي بحضرته (أي تعجبت كيف يذكرون أحدا بالكنية، و هي قولهم! أبومحمد).

و لم يكن (اي لم يذكر أحد بالكنية) عنده (اي عند أبي) الا خليفة، أو ولي عهد و من أمر السلطان أن يكني (اي يذكر بالكنية احتراما).

فدخل رجل، أسمر، حسن القامة، جميل الوجه، جيد البدن، حدث السن، له جلالة و هيبة.

فلما نظر اليه قام يمشي اليه خطا، و لا أعلمه فعل هذا بأحد من بني هاشم و القواد، فلما دنا منه عانقه، و قبل وجهه و صدره، و أخذ بيده و أجلسه علي مصلاه الذي كان عليه، و جلس الي جنبه، مقبلا عليه بوجهه، و جعل يكلمه، و يفديه بنفسه (أي يقول له: جعلت فداك).

و أنا متعجب مما أري منه، اذ دخل (عليه الحاجب) فقال: «الموفق قد جاء» الموفق اخو المعتمد الحاكم العباسي.



[ صفحه 71]



و كان الموفق اذا دخل علي أبي، تقدم حجابه و خاصة قواده، فقاموا بين مجلس أبي، و بين باب الدار سماطين (اي يصطفون صفين) الي أن يدخل و يخرج.

فلم يزل أبي مقبلا علي أبي محمد يحدثه، حتي نظر الي غلمان الخاصة، فقال: - حينئذ -: اذا شئت، جعلني الله فداك. (أي ان شئت ان تذهب فاذهب).

ثم قال - لحجابه -: خذوا به خلف السماطين حتي لا يراه هذا (يعني الموفق) فقام، و قام أبي و عانقه، و مضي.

فقلت - لحجاب أبي و غلمانه -: ويلكم! من هذا الذي كنيتموه علي أبي و فعل أبي هذا الفعل (أي الاحترام)؟

فقالوا: هذا علوي، يقال له: الحسن بن علي، يعرف بابن الرضا.

فازددت تعجبا، و لم أزل يومي ذلك قلقا، متفكرا في أمره، و أمر أبي، و ما (أي الذي) رأيت فيه، حتي كان الليل.

و كانت عادته أن يصلي العتمة (صلاة العشاء) ثم يجلس، فينظر فيما يحتاج اليه من المؤامرات (أي المشاورات) و ما يرفعه الي السلطان.

فلما صلي و جلس، جئت فجلست بين يديه، و ليس عنده أحد فقال لي: يا أحمد لك حاجة؟ قلت: نعم، يا أبة، فان أذنت لي سألتك عنها؟

فقال: قد أذنت لك يا بني، فقل ما أحببت. فقلت: يا أبة من الرجل الذي رأيتك بالغداة فعلت به ما فعلت من الاجلال و الكرامة و التبجيل، و فديته بنفسك و أبويك؟ (أي قلت له: فداك نفسي، و أبي و امي).

فقال: يا بني ذاك امام الرافضة، ذاك الحسن بن علي، المعروف بابن الرضا!!

فسكت ساعة، ثم قال: يا بني لو زالت الامامة عن خلفاء بني العباس ما استحقها أحد من بني هاشم غير هذا.

و ان هذا ليستحقها في فضله و عفافه، و هديه و صيانته، و زهده و عبادته



[ صفحه 72]



و جميل أخلاقه و صلاحه.

ولو رأيت أباه، رأيت رجلا جزلا، نبيلا فاضلا... الي آخر الحديث [3] .

أقول: و ذكر الشيخ المفيد هذا الخبر في (الارشاد) و النجاشي في (الفهرست).


پاورقي

[1] أي كان في مدينة قم موظفا و مشرفا علي المزارع و الاراضي و أخذ الزكوات.

[2] أي كان العلويون يقدمون الامام العسكري علي كبار السن و علي الشخصيات و المحترمين.

[3] الكافي ج 1 / 503، و نذكر بقية الخبر في أواخر الكتاب في باب وفاته (عليه السلام).