بازگشت

عبدالله بن جعفر، الحميري، القمي


يكني أباالعباس، كان من أصحاب الامام الهادي و الامام العسكري (عليهماالسلام) و له مؤلفات عديدة، أشهرها: كتاب (قرب الأسناد).

في (الكافي) و (التهذيب) بسنده عن عبدالله بن جعفر قال: كتبت الي أبي محمد (عليه السلام): «امرأة ماتت، و تركت زوجها و أبويها، و جدها أو جدتها كيف يقسم ميراثها؟» فوقع (عليه السلام): «للزوج: النصف، و ما بقي فللأبوين [1] .



[ صفحه 158]



و في (الكافي) بسنده عن عبدالله بن جعفر قال: كتبت الي الرجل أسأله عن رجل اشتري جزورا، أو بقرة للأضاحي، فلما ذبحها و جد في جوفها صرة فيها دراهم أو دنانير أو جوهرة لمن يكون ذلك؟

فوقع (عليه السلام): عرفها البايع، فان لم يكن يعرفها فالشي ء لك، رزقك الله اياه [2] .

و ذكر الشيخ المجلسي في (البحار من الكتاب العتيق الغروي) عن عبدالله بن جعفر الحميري قال: كنت عند مولاي أبي محمد الحسن بن علي العسكري (صلوات الله عليه) اذ وردت اليه رقعة من الحبس من بعض مواليه، يذكر فيها ثقل الحديد، و سوء الحال، و تحامل السلطان. فكتب اليه:

«يا عبدالله ان الله (عزوجل) يمتحن عباده ليختبر صبرهم فيثيبهم علي ذلك ثواب الصالحين فعليك بالصبر؛ و اكتب الي الله (عزوجل) رقعة، و أنفذها الي مشهد الحسين بن علي (صلوات الله عليه) و ارفعها عنده الي الله (عزوجل)، و ارفعها حيث لا يراك أحد، و اكتب في الرقعة:

«الي الله الملك الديان، المتحنن المنان، ذي الجلال و الكرام، و ذي المنن العظام، و الأيادي الجسام، و عالم الخفيات، و مجيب الدعوات، و راحم العبرات، الذي لا تشغله اللغات و لا تحيره الأصوات، و لا تأخذه السنات؛

من عبده الذليل، البائس الفقير، المسكين الضعيف المستجير.

اللهم أنت السلام، و اليك يرجع السلام، تباركت و تعاليت يا ذا الجلال و الاكرام و المنن العظام و الأيادي الجسام؛

الهي، مسني و أهلي الضر و أنت ارحم الراحمين، و أرأف الأرأفين، و أجود الأجودين، و أحكم الحاكمين، و أعدل الفاصلين.

اللهم، اني قصدت بابك، و نزلت بفنائك، و اعتصمت بحبلك، و استعنت بك، و استجرت بك، يا غياث المستغيثين أغثني، يا جار المستجيرين أجرني، يا اله



[ صفحه 159]



العالمين خذ بيدي.

انه قد علا الجبابرة في أرضك، و ظهروا في بلادك، و اتخذوا أهل دينك خولا، و استأثروا بفيئي المسلمين، و منعوا ذوي الحقوق حقوقهم التي جعلتها لهم، و صرفوها في الملاهي و المعازف، و استصغروا آلاءك، و كذبوا أولياءك، و تسلطوا بجبريتهم ليعزوا من أذللت، و يذلوا من أعززت، و احتجبوا عمن يسألهم حاجة، أو ينتجع منهم فائدة؛

و انت - مولاي - سامع كل دعوة، و راحم كل عبرة، و مقيل كل عثرة، و سامع كل نجوي و موضع كل شكوي، و لا يخفي عليك ما في السموات العلي، و الأرضين السفلي، و ما بينهما و ما تحت الثري؛

اللهم اني عبدك، ابن أمتك، ذليل بين بريتك، مسرع الي رحمتك، راج لثوابك.

اللهم، ان كل من أتيته فعليك يدلني، و اليك يرشدني، و فيما عندك يرغبني..

مولاي، و قد أتيتك راجيا، سيدي و قد قصدتك مؤملا، يا خير مأمول، و أكرم مقصود، صل علي محمد و آل محمد، و لا تخيب أملي، و لا تقطع رجائي، و استجب دعائي و ارحم تضرعي، يا غياث المستغيثين أغثني، يا جار المستجيرين أجرني، يا اله العالمين انقذني و استنقذني، و وفقني و اكفني؛

اللهم اني قصدتك بأمل فسيح، و أملتك برجاء منبسط، فلا تخيب أملي، و لا تقطع رجائي.

اللهم انه لا يخيب منك سائل، و لا ينقصك نائل، يا رباه، يا سيداه، يا مولاه، يا عماداه يا كهفاه يا حرزاه، يا لجآه.

اللهم، اياك أملت سيدي، و لك أسلمت يا مولاي، و لبابك قرعت، فصل علي محمد و آل محمد، و تردني بالخيبة محروما، و اجعلني ممن تفضلت عليه باحسانك، و أنعمت عليه بتفضلك، وجدت عليه بنعمتك، و أسبغت عليه آلاءك؛



[ صفحه 160]



اللهم أنت غياثي و عمادي، و أنت عصمتي و رجائي، مال أمل سواك، و لا رجاء غيرك.

اللهم فصل علي محمد و آل محمد، وجد علي بفضلك، و امنن علي باحسانك و افعل بي ما أنت أهله، و لا تفعل بي ما أنا أهله، يا أهل التقوي و المغفرة، أنت خير لي من أبي و امي، و من الخلق أجمعين.

اللهم، هذه قصتي اليك، لا الي المخلوقين، و مسألتي لك اذ كنت خير مسئول و أعز مأمول.

اللهم صل علي محمد و آل محمد، و تعطف علي باحسانك، و من علي بعفوك و عافيتك و حصن ديني بالغني، و احرز أمانتي بالكفاية، و اشغل قلبي بطاعتك، و لساني بذكرك و جوارحي بما يقربني منك.

اللهم ارزقني قلبا خاشعا، و لسانا ذاكرا، و طرفا غاضا، و يقينا صحيحا، حتي لا احب تعجيل ما أخرت، و لا تأخير ما أجلت، يا رب العالمين و يا ارحم الراحمين، صل علي محمد و آل محمد، و استجب دعائي، و ارحم تضرعي، و كف عني البلاء، و لا تشمت بي الأعداء، و لا حاسدا، و لا تسلبني نعمة ألبستنيها، و لا تكلني الي نفسي طرفة عين يا رب العالمين و صل علي محمد النبي و آله و سلم تسليما [3] .

في (الدر النظيم) قال الحميري: كتبت اليه (عليه السلام):

«يختلف علينا أخباركم، فكيف العمل بها؟» قال: فكتب الي:

«من لزم رأس العين لم يختلف عليه أمره، فانها تخرج من مخرجها و هي بيضاء صافية، نقية، فتخالطها الأكدار في طريقها».

قال: فكتبت اليه: «كيف لنا برأس العين، و قد حيل بيننا و بينه؟» قال: فكتب الي:

«هي مبذولة لمن طلبها، الا لمن أرادها بالحاد».



[ صفحه 161]



و في كتاب (من لا يحضره الفقيه): و كتب عبدالله بن جعفر الحميري الي أبي محمد الحسن بن علي العسكري (عليه السلام) في امرأة أرضعت ولدا لرجل أيحل لذلك الرجل أن يتزوج ابنة المرضعة أم لا؟ فوقع (عليه السلام): لا يحل ذلك له [4] .

أيضا: و كتب عبدالله بن جعفر الحميري الي أبي محمد الحسن بن علي (عليه السلام): انه روي عن الصالحين (عليهم السلام): أن اختنوا أولادكم يوم السابع يطهروا، فان الأرض تضج الي الله (عزوجل) من بول الأغلف. [5] .

و ليس - جعلني الله فداك - لحجامي بلدنا حذق [6] بذلك، و لا يختنونه يوم السابع، و عندنا حجام من اليهود، فهل يجوز لليهود أن يختنوا أولاد المسلمين أم لا؟

فوقع (عليه السلام): يوم السابع، فلا تخالفوا السنن ان شاء الله [7] .

و عن الحميري قال: كتبت الي أبي محمد (عليه السلام) أشكو اليه: ان بي دما صفراء، فاذا احتجمت هاجت الصفراء، و اذا أخرت الحجامة أضر بي الدم، فما تري في ذلك؟

فكتب (عليه السلام) الي: احتجم، و كل علي أثر الحجامة سمكا طريا، فأعدت عليه المسألة، فكتب الي: احتجم، و كل علي أثر الحجامة سمكا طريا بماء و ملح.

فاستعملت ذلك، فكنت في عافية، و صار ذلك غذائي [8] .


پاورقي

[1] التهذيب ج 9 حديث 1113. و الكافي ج 7 / 114 حديث 10.

[2] الكافي ج 5 / 139.

[3] البحار ج 102 / 238.

[4] من لا يحضره الفقيه ج 3 حديث 1471.

[5] الأغلف: غير المختون.

[6] حذق: بصيرة.

[7] من لا يحضره الفقيه ج 3 حديث 1529.

[8] مكارم الأخلاق / 62.