بازگشت

علي بن الحسن بن سابور


في البحار عن (الخرائج) و (المناقب):



[ صفحه 176]



روي عن علي بن الحسن بن سابور قال: قحط الناس بسر من رأي من زمن الحسن الأخير [العسكري] (عليه السلام)، فأمر الخليفة الحاجب و أهل مملكته أن يخرجوا الي الاستسقاء، فخرجوا ثلاثة أيام متوالية الي المصلي و يدعون، فما سقوا!

فخرج الجاثليق في اليوم الرابع الي الصحراء، و معه النصاري و الرهبان، و كان فيهم راهب، فلما مد يده هطلت السماء بالمطر، فشك أكثر الناس، و تعجبوا، و صبوا [مالوا] الي دين النصرانية؛

فأنفذ الخليفة الي الحسن (عليه السلام) و كان محبوسا، فاستخرجه من محبسه، و قال: الحق امة جدك فقد هلكت!! فقال [الامام]: اني خارج في الغد، و مزيل الشك ان شاء الله تعالي.

فخرج الجاثليق في اليوم الثالث، و الرهبان معه، و خرج الحسن (عليه السلام) في نفر من أصحابه، فلما بصر بالراهب و قد مد يده أمر [الامام] بعض مماليكه أن يقبض علي يده اليمني و يأخذ ما بين اصبعيه، ففعل و أخذ من بين سبابتيه عظما أسودا، فأخذه الحسن (عليه السلام) بيده، ثم قال له [للجاثليق]: استسق الآن.

فاستسقي، و كانت السماء متغيمة فتقشعت، و طلعت الشمس بيضاء؛

فقال الخليفة: ما هذا العظم يا أبامحمد؟ قال (عليه السلام): هذا رجل مر بقبر نبي من الأنبياء، فوقع الي يده هذا العظم، و ما كشف عن عظم نبي الا و هطلت السماء بالمطر [1] .

أقول و روي بعض علماء العامة هذا الخبر مع زيادة، منهم: ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) و الشبلنجي في (نور الأبصار) و ابن حجر في (الصواعق) و القندوزي في (ينابيع المودة) و غيرهم.

و ننقل - هنا - ما ذكره ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) ففيه



[ صفحه 177]



اضافات نافعة و مفيدة:

قال أبوهاشم [الجعفري]: ثم لم تطل مدة أبي محمد: الحسن في الحبس الا أن قحط الناس - بسر من رأي - قحطا شديدا، فأمر الخليفة - المعتمد علي الله، ابن المتوكل - بخروج الناس الي الاستسقاء، فخرجوا ثلاثة ايام يستسقون و يدعون، فلم يسقوا؛

فخرج الجاثليق [2] في اليوم الرابع الي الصحراء، و خرج معه النصاري و الرهبان، و كان فيهم راهب كلما مده يده الي السماء و رفعها هطلت بالمطر، ثم خرجوا في اليوم الثاني و فعلوا كفعلهم أول يوم فهطلت السماء بالمطر و سقوا سقيا شديدا، حتي استعفوا.

فعجب الناس من ذلك، و ادخلهم الشك، و صبا [مال] بعضهم الي النصرانية،

فشق ذلك علي الخليفة، فأنفذ الي صالح بن وصيف: أن أخرج أبامحمد: الحسن بن علي من السجن و اتني به. فلما حضر أبومحمد: الحسن عند الخليفة قال [الخليفة] له: أدرك امة محمد فيما لحق بعضهم في هذه النازلة.

فقال أبومحمد: دعهم يخرجون غدا اليوم الثالث.

قال [الخليفة]: قد استعفي الناس من المطر و استكفوا، فما فائدة خروجهم؟

قال [الامام]: لازيل الشك عن الناس و ما وقعوا فيه من هذا الورطة التي أفسدوا فيه عقولا ضعيفة!!

فأمر الخليفة الجاثليق و الرهبان أن يخرجوا أيضا في اليوم الثالث علي جاري عادتهم، و ان يخرجوا الناس.

فخرج النصاري، و خرج لهم أبومحمد الحسن، و معه خلق كثير، فوقف النصاري علي جاري عادتهم يستسقون، الا ذلك الراهب، مد يديه رافعا لهما



[ صفحه 178]



الي السماء، و رفعت النصاري و الرهبان أيديهم علي جاري عادتهم، فغيمت السماء في الوقت، و نزل المطر!!

فأمر أبومحمد الحسن القبض علي يد الراهب، و أخذ مافيها، فاذا بين أصابعها [يده] عظم آدمي، فأخذه أبومحمد الحسن، و لفه في خرقة، و قال [للراهب]: استسق!!

فانكشف السحاب، و انقشع الغيم، و طلعت الشمس!!

فعجب الناس من ذلك، و قال الخليفة: ما هذا يا أبامحمد؟ فقال: «عظم نبي من انبياء الله (عزوجل) ظفر به هؤلاء من بعض قبور الأنبياء، و ما كشف عن عظم نبي تحت السماء الا هطلت بالمطر».

و استحسوا (استحسنوا ظ) ذلك، فامتحنوه، فوجدوه كما قال.

فرجع أبومحمد الحسن الي داره بسر من رأي، و قد ازال عن الناس هذه الشبهة، و قد سر الخليفة و المسلمون من ذلك، و كلم أبومحمد الحسن الخليفة في اخراج أصحابه الذين كانوا معه في السجن، فأخرجهم، و أطلقهم له... الي آخره. [3] .


پاورقي

[1] البحار ج 50 / 270 عن الخرائج و المناقب و كشف الغمة.

[2] الجاثليق: عالم النصاري.

[3] الفصول المهمة / 287.