بازگشت

الفضل بن شاذان، النيسابوري


يكني أبامحمد، ذكرناه في كتاب (الامام الجواد) و (الامام الهادي) عليهماالسلام.

و قد عده الشيخ من أصحاب الامام العسكري (عليه السلام) أيضا، و لم يرو عن الامام العسكري (عليه السلام) شيئا.

و روي الكشي، قال: سمعت محمد بن ابراهيم الوراق السمرقندي، يقول: خرجت الي الحج، فأردت أن أمر علي رجل كان من أصحابنا، معروف بالصدق و الصلاح، و الورع و الخير، يقال له: بورق البوشنجاني (قرية من قري هرات) و أزوره و احدث به عهدي.

قال: فأتيته، فجري ذكر الفضل بن شاذان رحمه الله، فقال بورق: كان الفضل به بطن (أي اسهال)، شديد العلة، و يختلف (أي يذهب الي المرافق) في الليلة مائة مرة الي مائة و خمسين مرة، فقال له (أي للراوي) بورق:

خرجت حاجا، فأتيت محمد بن عيسي العبيدي، فرأيته شيخا فاضلا «في أنفه اعوجاج، و هو القنا (أي أقني الأنف) و معه عدة، و رأيتهم مغتمين، محزونين فقلت لهم: مالكم؟ فقال: ان أبامحمد (العسكري) قد حبس؛

قال بورق: فحججت، و رجعت، ثم أتيت محمد بن عيسي، فوجدته قد انجلي ما كنت رأيت به، فقلت: ما الخبر؟ قال: قد خلي عنه (أي اطلق سراح الامام).

قال بورق: فخرجت الي سر من رأي، و معي كتاب (يوم و ليلة) «تصنيف



[ صفحه 192]



الفضل بن شاذان» فدخلت علي أبي محمد (عليه السلام) و أريته ذلك الكتاب، فقلت له: جعلت فداك، ان رأيت أن تنظر فيه؛

قال: فنظر فيه، و تصفحه ورقة ورقة، فقال: هذا صحيح، ينبغي أن يعمل به.

فقلت له: الفضل بن شاذان شديد العلة، و يقولون: انها من دعوتك بموجدتك [1] عليه، لما ذكروا عنه انه قال: ان وصي ابراهيم خير من وصي محمد (صلي الله عليه و آله). و لم يقل - جعلت فداك - هكذا، كذبوا عليه.

فقال: نعم، كذبوا عليه، رحم الله الفضل، رحم الله الفضل!!

قال بورق: فرجعت، فوجدت الفضل قد مات في الأيام التي قال أبومحمد (عليه السلام): «رحم الله الفضل» [2] .

و روي الكشي بعض هذا الخبر مع اختلاف يسير، و ملخصه: ان الامام العسكري (عليه السلام) تناول الكتاب من تصنيف الفضل بن شاذان، و ترحم عليه، و ذكر أنه قال: أغبط أهل خراسان بمكان الفضل بن شاذان، و كونه بين أظهرهم [3] .

و قد قام بعض الأفراد بمشاغبات ضد الفضل بن شاذان، مذكورة في كتب التراجم. و لا فائدة في ذكرها - هنا -.


پاورقي

[1] الموجدة: الغضب.

[2] رجال الكشي / 451.

[3] رجال الكشي / 454.