محمد بن عبيدالله
في (اثبات الوصية) عنه قال:
كنت يوما كتبت اليه أخبره باختلاف الموالي، و أسأله اظهار دليل [علي امامته] فكتب:
«انما خاطب الله (عزوجل) ذوي الألباب (العاقل خ ل) و ليس أحد يأتي بآية أو يظهر دليلا أكثر مما جاء به خاتم النبيين و سيد المرسلين، فقالوا: كاهن و ساحر كذاب.
فهدي الله من اهتدي، غير أن الأدلة يسكن اليها كثير من الناس، و ذلك ان الله (جل جلاله) يأذن لنا فنتكلم، و يمنع فنصمت؛
ولو أحب الله أن لا يظهر حقا لما بعث النبيين مبشرين و منذرين، يصدعون بالحق في حال الضعف و القوة في أوقات، و ينطقون في أوقات، ليقضي الله أمره، و ينفذ حكمه؛
[ صفحه 219]
و الناس في: طبقات شتي:
فالمستبصر علي سبيل نجاة، متمسك بالحق، متعلق بفرع أصيل، غير شاك و لا مرتاب، لا يجد عنه ملجا؛
و طبقة: لم تأخذ الحق من أهله، فهم كراكب البحر، يموج عند موجه، و يسكن عند سكونه؛
و طبقة: استحوذ عليهم الشيطان، شأنهم الرد علي أهل الحق، و دفعهم الحق بالباطل، حسدا من عند أنفسهم؛
فدع من ذهب (يذهب خ ل) يمينا و شمالا، فان الراعي اذا أراد أن يجمع غنمه جمعها بأهون سعي؛
ذكرت ما اختلف فيه موالي، فاذا كانت الوصية و الكتب (الكبر خ ل) فلا ريب، و من جلس مجلس (مجالس خ ل) الحكم فهو أولي بالحكم؛
أحسن رعاية من استرعيت، و اياك و الاذاعة و طلب الرئاسة فانهما يدعوان الي الهلكة؛ ثم قال [كتب]:
ذكرت شخوصك [سفرك] الي فارس، فاشخص [سافر] (خار الله لك) و تدخل مصر ان شاء الله آمنا، و اقرأ من تثق به من موالينا السلام، و مرهم بتقوي الله العظيم، و أداء الأمانة؛
و أعلمهم أن المذيع علينا: حرب لنا».
قال [محمد بن عبيدالله]: فلما قرأت: «خار الله لك في دخولك مصر ان شاء الله آمنا» لم أعرف المعني فيه، قدمت بغداد عازما علي الخروج الي فارس، فلم يقيض [يتهيأ] لي و خرجت الي مصر [1] .
پاورقي
[1] اثبات الوصية / 210 و في تحف العقول / 361 مع زيادة و نقيصة.