بازگشت

محمد بن القاسم


المفسر الاسترابادي، الجرجاني، يكني أباالحسن، و هو الذي يروي التفسير المنسوب الي الامام الحسن العسكري (عليه السلام) عن رجلين من أصحاب الامام.

و قد وعدنا القراء أن نذكر كلمة حول هذا التفسير الذي وقع مورد الخلاف بين العلماء الرجاليين منذ قرون، و اليك هذه الكلمة المتواضعة:

يوجد تفسير ينسب الي الامام العسكري (عليه السلام) و قد اضطربت الأقوال، و اختلفت الأقلام من المحدثين و المفسرين و الفقهاء و الرجاليين حوله، مع العلم انه لا يوجد منه سوي تفسير سورة الحمد، و شي ء من سورة البقرة، و أما بقية أجزاء التفسير فهي مفقودة؛

و التفسير يروي عن الحسن بن خالد البرقي عن الامام العسكري (عليه السلام) و يروي عن محمد بن القاسم الاسترابادي الجرجاني، عن يوسف بن محمد، و علي بن محمد بن يسار أو سيار عن الامام العسكري (عليه السلام)؛

فهناك ثلة من علماء الرجال و المحدثين الذين قد ضعفوا هذا التفسير من ناحية السند و بعضهم من ناحية المتن، و بعضهم من ناحية السند و المتن جميعا؛

و بعضهم يوثقون التفسير، و يعتمدون علي السند و المتن.

و لكل من الفريقين أدلة و حجج و براهين قابلة للمناقشة، و هذا معركة علمية بين أبطال العلم و المعرفة، و علماء الرجال و الدراية، فالأفضل نقل آراء الفريقين، فأقول:

ان أول من ضعف هذا التفسير من ناحية السند و المتن: هو أحمد بن الحسين الغضائري في كتابه (الضعفاء) فان قال: محمد بن القاسم المفسر الاسترابادي - روي عنه أبوجعفر ابن بابويه [الصدوق] - ضعيف كذاب، روي



[ صفحه 254]



[الصدوق] عنه [محمد بن القاسم] تفسيرا عن رجلين مجهولين، أحدهما يعرف بيوسف بن محمد بن زياد، و الآخر علي بن محمد بن سيار، عن أبيهما، عن ابي الحسن الثالث [الهادي] (عليه السلام)، و التفسير موضوع عن سهل الديباجي عن أبيه، بأحاديث منكرة.

أقول: لا يخفي أن هذا الكلام مضطرب و مشوش و غير واضح، لما يلي:

1 - المعروف بين علماء الرجال ان اسناد الكتاب الي ابن الغضائري غير ثابت، اذن، فكل كلام في كتاب ابن الغضائري مشكوك فيه لعدم ثبوت اسناد الكتاب اليه، فلا اعتماد علي ما نقل عنه توثيقا أو تضعيفا؛

2 - ان التفسير غير مروي عن سهل الديباجي عن أبيه، و ليس سهل الديباجي في سند الحديث حتي يطعن فيه من هذه الناحية.

3 - ان التفسير منسوب الي الامام الحسن العسكري (عليه السلام) لا الي الامام أبي الحسن الثالث [الهادي] (عليه السلام) كما زعمه ابن الغضائري في الكتاب المنسوب اليه، و ياليته ذكر مصدر قوله من ان محمد بن القاسم المفسر ضعيف كذاب!!

مع العلم أن كتب الرجال خالية عن تضعيفه و توثيقه، و آخر ما يقال في حقه: انه مجهول. فكيف يكون المجهول كذابا ضعيفا؟!

و تبعه علي هذا التضعيف أكثر من تأخر عنه من علماء الرجال، كالعلامة الحلي في (الخلاصة) و التفرشي في (نقد الرجال) و المحقق الداماد في (شارع النجاة) و الاسترابادي في (منهج المقال) و الأردبيلي في (جامع الرواة) و القهبائي في (مجمع الرجال) و الشيخ محمد جواد البلاغي في رسالة خاصة حول التفسير، و التستري (المعاصر) في (الأخبار الدخيلة) و السيد الخوئي في (معجم رجال الحديث) و غير هؤلاء.

و أكثر هؤلاء يتبعون ابن الغضائري في تضعيف هذا التفسير سندا و متنا، ولكل من هولاء آراء و تعليقات مشروحة في كتبهم، و لا مجال - هنا - للتفصيل.



[ صفحه 255]



و اما القائلون بصحة هذا التفسير سندا و متنا، فأولهم:

الشيخ الصدوق في كثير من مؤلفاته، فانه روي عن هذا التفسير الشي ء الكثير، لانه يعتمد علي التفسير، و لا يري تضعيفه.

و أكثر من تأخر عن الشيخ الصدوق انما اعتمد علي التفسير تبعا للشيخ الصدوق الثقة، أمثال: القطب الراوندي، و ابن شهراشوب، و المحقق الكركي و الشهيد الثاني، والمجلسيان: الأول و الثاني، و الحر العاملي، و الفيض الكاشاني، و البحراني صاحب (البرهان) و صاحب (الذريعة) و غيرهم من الرجاليين.

و بين هذين الجانبين كر و فر، و تزييف و تضعيف لأقوال كل منهما؛

و لعل خير الأقوال و أصحها أن نقول: ان التفسير فيه غث و سمين، و صحيح و سقيم، و مقبول و مردود، فلا يمكن توثيقه بالكلية، و لا تضعيفه بالكلية.

و كل ما كان من الأحاديث الموجودة في هذا التفسير مطابقا للأحاديث الصحيحة أو مؤيدة بها يعمل بها.

و كل ما كان فيها من الأحاديث الشاذة التي تثير الشك فينبغي التوقف فيها!!

هذه كلمة ملخصة موجزة حول التفسير المنسوب الي الامام العسكري (عليه السلام) ذكرناها مع الحياد و عدم التطرف، والله العالم.