بازگشت

العمارة السابعة


قام أحمد، الناصر لدين الله العباسي في سنة 606 فعمر القبة و المآذن



[ صفحه 314]



و زين الروضة الشريفة، و جدد بناء السرداب المعروف ب (سرداب الغيبة).

و قد ذكرنا في كتاب (الامام المهدي من المهد الي الظهور) كلمة حول هذا السرداب نذكرها هنا رعاية للمناسبة.

ان أكثر البيوت و المساكن في المناطق الحارة في العراق، كانت و لا تزال مزودة بالسرداب، (و هو الطابق المبني تحت الأرض، يلجأ اليه من حر الصيف).

و كانت دار الامامين العسكريين (عليهماالسلام) في مدينة سامراء أيضا مزودة بالسرداب.

و السرداب لا يزال موجودا في جوار مرقد الامامين: الهادي و العسكري (عليهماالسلام) و من الطبيعي أن بناءه قد تجدد خلال هذه القرون، ولكن المكان لم يتغير،

و الزوار يحترمون هذا السرداب لشرافته و قدسيته، و يتبركون به لأنه كان مسكنا لثلاثة من أئمة أهل البيت (عليهم السلام) و هذا هو الشأن في بيوت النبي و الأئمة (عليهم الصلاة و السلام) حيث أنها بيوت مباركة، و قد أذن الله أن ترفع و يذكر فيه اسمه؛

و لهذا فان المسلمين الشيعة يصلون لله هناك و يزورون، و لا يعتقد أحد منهم أن الامام المهدي (عليه السلام) يعيش و يسكن في ذلك السرداب، أو أنه يظهر منه؛

فالسرداب ليس الا مكان اكتسب الشرف و البركة، و كأنهم يتمثلون بقول الشاعر:



«و ما حب الديار شغفن قلبي

ولكن حب من سكن الديارا»



هذه خلاصته قضية السرداب و حديثه، ولكن تعال معي و انظر الي الكذابين الدجالين الذين كانوا و لا يزالون يهرجون باسم السرداب، و يستهزئون بالشيعة الذين يعتقدون بغيبة الامام المهدي (عليه السلام) في السرداب، مع العلم أنه لا يوجد - و لم يوجد - أحد من الشيعة يعتقد بأن الامام المهدي (عليه السلام)



[ صفحه 315]



غاب في السرداب، أو أنه ساكن و مقيم فيه.

ولكن المنحرفين و المستهزئين يكتبون ما يريدون، و يقولون ما يشتهون بلارادع ديني، و لا حياء و لا خجل من الناس، و لا خوف من الله تعالي.

و قد بلغ الجهل و الحقد بأحدهم الي أن ينظم شعرا في هذا الموضوع، و يقول:

«ما آمن للسرداب أن يلد الذي

سميتموه بزعمكم انسانا»؟



و قد بقيت هذه الاكذوبة - خلال هذه القرون - تنتقل من كاتب الي مؤلف، و من جاهل الي حاقد، و من كذاب الي دجال، و تتطور في عالم الوهم و الخيال، حتي بلغ الجهل بأحدهم أن يذكر في كتابه: ان السرداب (المزعوم!) في مدينة الحلة في العراق! مع العلم ان المسافة بين الحلة و سامراء حوالي 300 كيلوم متر.

و يأتي آخر، و يضيف الي هذه الاكذوبة - من نسج خياله - تهمة اخري و افتراء آخر، فيقول: ان الشيعة يأتون - في كل جمعة - بالسلاح و الخيول الي باب السرداب، و يصرخون و ينادون: يا مولانا اخرج الينا!

و ياليت هؤلاء المنحرفين اتفقوا - في هذه الاكذوبة - علي قول واحد، حتي لا تنكشف سوءتهم، و لا تتساقط أقنعتهم المزيفة، ولكن أبي الله الا أن يظهر الحق و يدمغ الباطل و يفضحه؛

فتراهم يتفرقون علي أقوال متناقضة، فيقول أحدهم: ان هذا السرداب في الحلة، و يقول آخر: انه في بغداد، و يقول ثالث: انه في سامراء، و يأتي القصيمي من بعدهم، فلا يدري اين هو؟ فيطلق لفظ السرداب. ليستر سوءته.

أما نحن فلا نعلق علي هذه الأكاذيب و الافترائات الا بكلمة: «ألا: لعنة الله علي الكاذبين... ألا: لعنة الله علي كل مفتر أفاك.

و توجد في آخر السرداب صفة، عليها باب خشبي قديم، باق الي يومنا هذا منقوش عليه من داخل الصفة:



[ صفحه 316]



«بسم الله الرحمن الرحيم، محمد رسول الله، أميرالمؤمنين، علي ولي الله، فاطمة، الحسن بن علي، الحسين بن علي، علي بن الحسين، محمد بن علي، جعفر بن محمد، موسي بن جعفر، علي بن موسي، محمد بن علي، علي بن محمد، الحسن بن علي، القائم بالحق (عليهم السلام) هذا عمل علي بن محمد، ولي آل محمد رحمه الله».

و منقوش علي ظاهر الشباك:

«بسم الله الرحمن الرحيم، قل لا أسئلكم عليه أجرا الا المودة في القربي، و هذا ما أمر بعمله: سيدنا و مولانا... أبوالعباس أحمد الناصر لدين الله، أميرالمؤمنين... من سنة ست و ستمائة الهلالية، و حسبنا الله و نعم الوكيل، و صلي الله علي سيدنا خاتم النبيين، و علي آله الطاهرين، و عترته و سلم تسليما».

و كانت هذه الصفة موضع حوض في أيام الامامين العسكريين (عليهماالسلام).