بازگشت

الام


أما امه الكريمة، فكانت أفضل نساء عصرها، من السيدات الزاكيات في عفتها و ورعها و طهارتها، و يقول الرواة: انها كانت من العارفات الصالحات [1] و قد أثني عليها الامام علي الهادي عليه السلام ثناء عاطرا، و أشاد بمكانتها، و سمو منزلتها، فقال: «سليل - و هو اسمها - مسلولة من الآفات و الأرجاس و الأنجاس» [2] .

و كفي بها فخرا و شرفا أنها لم تلوث بالأرجاس و الأدناس، و لا بما يشين المرأة و ينقصها في شرفها و عفتها، و هي ام ولد [3] نوبية [4] ،، و لا يضر في سمو منزلتها



[ صفحه 19]



أنها ام ولد، فان الانسان - في دين الاسلام - انما يسمو بهديه و تقواه و صلاحه، و ينحط بضلاله و انحرافه عن الطريق القويم.

و ليس علو النسب أو انخفاضه، بل و لا الكرسي و لا المال و لا غيرها من الشؤون الاعتبارية التي يؤول أمرها الي التراب مما يرفع شأن الانسان أو يعلي مركزه عند الله تعالي.


پاورقي

[1] عيون المعجزات: 134.

[2] أعيان الشيعة - القسم الرابع: 3: 289.

[3] اصول الكافي: 1: 503.

[4] سر السلسلة العلوية: 39، و في الحديث: «بأبي ابن النوبية - يعني الامام الحسن عليه السلام - الطيبة» جاء ذلك في مجمع البحرين.

و في معجم البلدان: 5: 309: «النوبة: بلاد واسعة عريضة في جنوبي مصر... و قد مدح النبي صلي الله عليه و آله أهلها، فقال: من لم يكن له أخ فليتخذ أخا من النوبة».