بازگشت

نشأته


نشأ الامام أبومحمد عليه السلام في بيت الهداية، و مركز الامامة و المرجعية العامة للمسلمين،، ذلك البيت الرفيع الذي أذهب الله عن أهله الرجس و طهرهم تطهيرا.

يقول الشبراوي في البيت الذي نشأ فيه الامام و ترعرع: «فلله در هذا البيت الشريف، و النسب الخضم المنيف، و ناهيك به من فخار، و حسبك فيه من علو مقدار، فهم جميعا في كرم الأرومة، و طيب الجرثومة، كأسنان المشط متعادلون، و لسهام المجد مقتسمون، فيا له من بيت عالي الرتبة، فلقد طاول السماء علا و نبلا، و سما علي الفرقدين منزلة و محلا، و استغرق صفات الكمال فلا يستثني فيه ب (غير)، و لا ب (الا)، انتظم في المجد هؤلاء الأئمة انتظام اللآلي، و تناسقوا في الشرف فاستوي الأول و التالي، و كم اجتهد قوم في خفض منارهم و الله يرفعه، و ركبوا الصعب و الذلول في تشتيت شملهم و الله يجمعه، و كم ضيعوا من حقوقهم ما لا يهمله الله و لا يضيعه» [1] .

لقد أكدت البحوث التربوية علي أن للبيت أثرا في تكوين سلوك الانسان و بناء شخصيته، و ان ما يشاهده في جو بيته من صور صحيحة أو فاسدة تنطبع في أعماق نفسه، و تظل ملازمة له طوال حياته، و علي ضوء ذلك فقد ظفر الامام أبومحمد عليه السلام بأسمي صور التربية الرفيعة، فقد تربي و ترعرع في بيت زكاه الله، و أعلي ذكره، و رفع شأنه، ذلك البيت الذي رفع كلمة الله عالية في الأرض، و قدم القرابين الغالية في سبيل الاسلام.



[ صفحه 24]



لقد نشأ الامام الزكي أبومحمد في بيت القرآن، و مركز الاسلام، و كان أبوه الامام علي الهادي عليه السلام عملاق هذه الامة يغذيه بهديه، و يفيض بمثله ليكون امتدادا ذاتيا لرسالة الاسلام.


پاورقي

[1] الاتحاف بحب الأشرف: 68.