بازگشت

الخشية من الله


الظاهرة المتميزة في طفولة الامام الحسن عليه السلام الخشية من الله تعالي، فقد كان خائفا وجلا منه. روي المؤرخون أن شخصا مر به و هو واقف مع أترابه من الصبيان يبكي، فظن ذلك الشخص أن هذا الصغير يبكي متحسرا علي ما في أيدي أترابه، و لذا فهو لا يشاركهم لعبهم، فقال له: اشتري لك ما تلعب به.

فرد عليه: لا، ما للعب خلقنا.

و بهر الرجل فقال له: لماذا خلقنا؟

- للعلم و العبادة.

- من أين لك هذا؟

- من قوله تعالي: (أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا) [1] .

و بهت الرجل و وقف حائرا، و انطلق يقول له: ما نزل بك، و أنت صغير لا ذنب لك.

- اليك عني، اني رأيت والدتي توقد النار بالحطب الكبار، فلا تتقد الا بالصغار، و اني أخشي أن أكون من صغار حطب جهنم» [2] .

لقد كان الايمان بالله تعالي عنصرا من عناصره، و مقوما من مقوماته، فلم يخش



[ صفحه 25]



الا الله، و لم يخف الا اياه، و ظلت هذه الظاهرة ملازمة له طوال حياته.


پاورقي

[1] المؤمنون 23: 115.

[2] جوهرة الكلام في مدح السادة الأعلام: 155. دائر المعارف / البستاني: 7: 45.