بازگشت

الي الفردوس الأعلي


و تفاعل السم في بدن الامام، و انهارت قواه، و أخذ الموت يدنو اليه سريعا، و لما شعر بدنو الأجل المحتوم توجه صوب القبلة، و أخذ يتلو بعض سور القرآن الكريم، و قد وافاه الأجل و ذكر الله بين شفتيه، و قلبه مشغول بمناجاته.. و صعدت روحه الطاهرة الي بارئها، و هي نقية طاهرة مشرقة، تحفها ملائكة الرحمن، و قد زفت الي الفردوس الأعلي مقر الأنبياء و الأوصياء.. و ارتفعت الصيحة، و دوي النبأ المؤلم في أرجاء سامراء، و قد ارتجت الأرض من هول المصيبة الفادحة، فقد توفي القائد و الموجه و أبوالضعفاء و المحرومين، و خرجت جارية من دار الامام و قد رفعت عقيرتها: «ماذا لقينا في يوم الاثنين قديما و حديثا» [1] .



[ صفحه 33]



و غامت عيون النساء بالدموع من هذا النداء المفزع الذي ألقي الأضواء علي الأحداث المروعة التي حلت بأهل البيت، و انها تستند الي يوم الاثنين، و هو اليوم الذي عقدت فيه (السقيفة)، و من ذلك المؤتمر انصبت الكوارث و الخطوب علي أهل البيت.


پاورقي

[1] مروج الذهب: 4: 84.