بازگشت

قنوته في صلاته


و كان اذا قنت في صلاته يدعو بهذا الدعاء الشريف، و هو يوضح مدي تعلق الامام و اعتصامه بالله، و هذا نصه:

يا من غشي نوره الظلمات، يا من أضاءت بقدسه الفجاج المتوعرات، يا من خشع له أهل الأرض و السموات، يا من بخع له بالطاعة كل متجبر عات، يا عالم الضمائر المستخفيات، وسعت كل شي ء رحمة و علما، فاغفر للذين تابوا و اتبعوا سبيلك، وقهم عذاب الجحيم، و عاجلهم بنصرك الذي وعدتهم، انك لا تخلف الميعاد. و عجل اللهم اجتياح أهل الكيد، و أوبهم الي شر دار في أعظم نكال، و أقبح متاب.

اللهم انك حاضر أسرار خلقك، و عالم بضمائرهم، و مستغن لولا الندب باللجأ الي تنجز ما وعدته اللاجين عن كشف مكامنهم، و قد تعلم يا رب ما أسره و أبديه، و أنشره و أطويه، و أظهره و أخفيه، علي متصرفات أوقاتي، و أصناف حركاتي في جميع حاجاتي، و قد تري يا رب ما قد تراطم فيه أهل ولايتك، و استمر عليهم من أعداءك، غير ظنين في كرم، و لا ضنين بنعم، ولكن الجهد يبعث علي الاستزادة، و ما أمرت به من الدعاء اذا أخلص لك اللجأ يقتضي احسانك شرط الزيادة.

و هذه النواصي و الأعناق خاضعة لك بذل العبودية، و الاعتراف



[ صفحه 37]



بملكة الربوبية، داعية بقلوبها، و مشخصات اليك في تعجيل الانالة، و ما شئت كان و ما تشاء كائن.

أنت المدعو المرجو، المأمول المسؤول، لا ينقصك نائل و ان اتسع، و لا يلحفك سائل و ان ألح و ضرع، ملكك لا يلحقه التنفيد، و عزك الباقي علي التأبيد، و ما في الأعصار من مشيتك بمقدار، و أنت الله لا اله الا أنت الرؤوف الجبار.

اللهم أيدنا بعونك، و اكنفنا بصونك، و أنلنا منال المعتصمين بحبلك، المستظلين بظلك» [1] .

لقد أضفي الامام عليه السلام في هذا الدعاء النعوت الكريمة، و الأوصاف العظيمة علي الخالق الحكيم، و ذلك مما ينم عن مدي معرفة الامام بعظمته تعالي.

حقا لقد كان الامام و آباؤه هم الرواد الأوائل لمنهل التوحيد الذي هو بلسم للنفوس الحائرة و الضالة عن الطريق.

و ألمح الامام العسكري عليه السلام في هذا الدعاء الي ما يعانيه المسلمون في عصره في الظلم و الاضطهاد من حكام بني العباس الذين جهدوا علي ارغام الناس علي ما يكرهون.

و أخذ الامام عليه السلام بعد ذلك بالخشوع و التذلل الي الله الذي يملك نواصي عباده طالبا منه العون، و الاعتصام بحبله و الاستظلال بظله.



[ صفحه 38]




پاورقي

[1] مهج الدعوات: 62 و 63.