بازگشت

دعاؤه في الاحتراز من الظالمين


يذكر عليه السلام فيه ما أصاب المسلمين من ظلم و بغي من حكام عصره:

الي الله الملك الديان، المتحنن المنان، ذي الجلال و الاكرام، و ذي المنن العظام، و الأيادي الجسام، و عالم الخفيات، و مجيب الدعوات، و راحم العبرات، الذي لا تشغله اللغات، و لا تحيره الأصوات، و لا تأخذه السنات، من عبده الذليل البائس الفقير المسكين الضعيف المستجير.

اللهم أنت السلام، و منك السلام و اليك يرجع السلام، تباركت و تعاليت يا ذا الجلال و الاكرام، و المنن العظام، و الأيادي الجسام.

الهي مسني و أهلي الضر، و أنت أرحم الراحمين [1] ، و أرأف الأرأفين، و أجود الأجودين، و أحكم الحاكمين، و أعدل الفاصلين.

اللهم اني قصدت بابك، و نزلت بفنائك، و اعتصمت بحبلك، و استغثت بك، و استجرت بك، يا غياث المستغيثين أغثني، يا جار المستجيرين أجرني، يا اله العالمين خذ بيدي، انه قد علا الجبابرة في أرضك، و ظهروا في بلادك، و اتخذوا أهل دينك خولا، و استأثروا بفي ء المسلمين، و منعوا ذوي الحقوق حقوقهم التي جعلتها لهم، و صرفوها



[ صفحه 57]



في الملاهي و المعازف، و استصغروا آلآءك، و كذبوا أولياءك، و تسلطوا بجبريتهم، ليعزوا من أذللت، و يذلوا من أعززت، و احتجبوا عمن يسألهم حاجة، أو من ينتجع منهم فائدة، و أنت مولاي، سامع كل دعوة، و راحم كل عبرة، و مقيل كل عثرة، و سامع كل نجوي، و موضع كل شكوي، لا يخفي عليك ما في السموات العلي، و الأرضين السفلي، و ما بينهما و ما تحت الثري.

اللهم اني عبدك و ابن أمتك، ذليل بين يديك، مسرع الي رحمتك، راج لثوابك.

اللهم ان كل من آتيته فعليك يدلني، و اليك يرشدني، و فيما عندك يرغبني، مولاي، و قد أتيتك راجيا سيدي، و قد قصدتك مؤملا، يا خير مأمول، و يا أكرم مقصود، صل علي محمد و علي آل محمد، و لا تخيب أملي، و لا تقطع رجائي، و استجب دعائي، و ارحم تضرعي، يا غياث المستغيثين أغثني، و يا جابر المستجيرين أجرني، يا اله العالمين، خذ بيدي أنقذني و استنقذني و وفقني و اكفني.

اللهم اني قصدتك بأمل فسيح، و أملتك برجاء منبسط، فلا تخيب أملي، و لا تقطع رجائي.

اللهم انه لا يخيب منك سائل، و لا ينقصك نائل، يا رباه يا سيداه، يا مولاه يا عماداه، يا كهفاه يا حصناه، يا حرزاه يا ملجاه.



[ صفحه 58]



اللهم اياك أملت سيدي، و لك أسلمت يا مولاي، و لبابك قرعت، فصل علي محمد و آل محمد، و لا تردني بالخيبة محروما، وجدت عليه بنعمتك، و أسبغت عليه آلآئك.

اللهم أنت غياثي، و أنت عصمتي و رجائي، ما لي أمل سواك، و لا رجاء غيرك.

اللهم فصل علي محمد و آل محمد، وجد علي بفضلك، و امنن علي باحسانك، و افعل بي ما أنت أهله، و لا تفعل بي ما أنا أهله، يا أهل التقوي و أهل المغفرة، أنت خير لي من أبي و أمي و من الخلق أجمعين.

اللهم ان هذه قصتي اليك، لا الي المخلوقين، و مسألتي لك اذ كنت خير مسؤول و أعز مأمول.

اللهم صل علي محمد و آل محمد، و تعطف علي باحسانك، و من علي بعفوك و عافيتك، و حصن ديني بالغني، و احرز أمانتي بالكفاية، و اشغل قلبي بطاعتك، و لساني بذكرك، و جوارحي بما يقربني منك.

اللهم ارزقني قلبا خاشعا، و لسانا ذاكرا، و طرفا غاضيا، و يقينا صحيحا، حتي لا احب تعجيل ما أخرت، و لا تقديم ما أجلت، يا رب العالمين، و يا أرحم الراحمين.



[ صفحه 59]



صل علي محمد و آل محمد، و استجب دعائي، و ارحم تضرعي، و كف عني البلاء، و لا تشمت بي الأعداء، و لا حاسدا، و لا تسلبني نعمة ألبستنيها، و لا تكلني الي نفسي طرفة عين أبدا، يا رب العالمين، و صلي الله علي محمد النبي و آله، و سلم تسليما [2] .


پاورقي

[1] اشارة الي قوله تعالي: (و أيوب اذ نادي ربه أني مسني الضر و أنت أرحم الراحمين) الأنبياء 21: 83.

[2] بحارالأنوار: 99: 238 - 240.