علمه
ان الشي ء المحقق الذي اتفق عليه المترجمون للامام أنه كان أعلم أهل عصره و أفضلهم، لا في شؤون الشريعة و أحكام الدين فحسب، و انما في جميع أنواع العلوم علي اختلافها من عقلية و نقلية.
يقول بختشوع الطبيب المسيحي الي تلميذه بطريق في شأن الامام: «و هو أعلم في يومنا هذا ممن هو تحت السماء» [1] .
و لو أن طغاة بني العباس فسحوا المجال لأئمة أهل البيت عليهم السلام و لم يفرضوا عليهم الرقابة المكثفة لملأوا الدنيا بعلومهم و معارفهم، و لشاهدت الانسانية ألوانا من العلوم، و التطور الفكري لم تعهده في جميع عصورها و أدوارها.
لقد أيقن العباسيون بأنهم اذا لم يحولوا بين رجال الفكر و العلم و الأئمة الطاهرين، فانهم سلام الله عليهم سينشرون طاقات من العلم و الوعي ما تتقدم به الامة في مجالاتها الفكرية و العلمية، و تنفتح لها آفاق جديدة لا في ميادين العلوم فحسب، و انما في ميادين الوعي السياسي و الاجتماعي، و تقف بذلك علي جهل العباسيين،
[ صفحه 63]
و بعدهم عن القيم الاسلامية.
و من الطبيعي أن ذلك مما يهدد كراسيهم بالخطر، فلذا عملوا جاهدين علي الحيلولة بين الامة و بين قادتها الواقعيين.
پاورقي
[1] بحارالأنوار: 50: 261.