بازگشت

سمو الأخلاق


و كان الامام أبومحمد عليه السلام علي جانب عظيم من سمو الأخلاق، فكان يقابل الصديق و العدو بمكارم أخلاقه، و كانت هذه الظاهرة من أبرز مكوناته النفسية، و قد ورثها عن جده الرسول الأعظم صلي الله عليه و آله الذي وسع الناس جميعا بمكارم أخلاقه، و قد أثرت مكارم أخلاقه علي أعدائه و الحاقدين عليه، فانقلبوا من بغضه الي حبه و الاخلاص له، فقد نقل المؤرخون أنه حبس علي عهد المتوكل الذي كان شديد العداوة لآل النبي صلي الله عليه و آله و حاقدا علي آل أبي طالب، و قد أمر بالتنكيل بالامام، و التشديد عليه، الا أنه لما اتصل به، و شاهد سمو أخلاقه، و عظيم هديه و صلاحه، انقلب رأسا علي عقب، فكان لا يرفع بصره اليه اجلالا و تعظيما له، و لما خرج الامام من عنده و هو أحسن الناس بصيرة، و أحسنهم قولا في الامام [1] .



[ صفحه 66]



لقد كان الامام أبومحمد عليه السلام في معالي أخلاقه نفحة من نفحات الرسالة الاسلامية، و ثمرة معطرة من ثمرات الرسول الأعظم صلي الله عليه و آله.


پاورقي

[1] الكافي: 1: 508، الحديث 8. بحارالأنوار: 50: 307، الحديث 4.