بازگشت

العصمة


و من أبرز القيم الأصيلة، و المثل العليا التي تحلي بها الامام الزكي أبومحمد عليه السلام العصمة، و هي شرط أساسي في الامام عند الشيعة الامامية، و يعنون بها امتناعه من اقتراف الذنب، عمدا و سهوا، و قد شن خصوم الشيعة عليهم - بسبب ذلك - حملة شعواء، معتبرين في زعمهم أنه لا فرق بين الامام و سائر الناس في اقتراف الذنب و ارتكاب المعصية.

و هذا القياس لا واقع له في موازين العلم، فان الدراسة الجادة لسيرة أئمة أهل البيت عليهم السلام تعطينا هذه النتيجة بوضوح، فان كل واحد منهم لم يؤثر عنه في جميع أدوار حياته أنه اقترف ذنبا، أو شذ في سلوكه عما أمر الله به، ألم يقل سيد العترة الطاهرة الامام أميرالمؤمنين عليه السلام: «و الله لو اعطيت الأقاليم السبعة بما تحت أفلاكها علي أن أعصي الله تعالي في نملة أسلبها جلب شعيرة ما فعلته. و ان دنياكم عندي لأهون من ورقة في فم جرادة تقضمها» [1] ، أليست هذه هي العصمة؟

ان الحق بجميع مظاهره و صوره و ألوانه قد تجلي في سرة أئمة أهل البيت عليهم السلام، و المتتبع لسلوكهم، و القاري ء لسيرتهم لا يجد لهم أية زلة في القول و لا في العمل، و انما يجد الايمان و التقوي و الحريجة في الدين مائلة فيهم، و لا نعني بالعصمة الا ذلك.



[ صفحه 67]




پاورقي

[1] شرح نهج البلاغة / محمد عبده: 2: 218. شرح نهج البلاغة / ابن أبي الحديد: 11: 245.