بازگشت

رسالته الي أهالي قم و آبة


و أرسل الامام أبومحمد عليه السلام الي شيعته من أهالي قم و آبة [1] رسالة جاء فيها:

«ان الله تعالي بجوده و رأفته قد من علي عباده بنبيه محمد صلي الله عليه و آله بشيرا و نذيرا، و وفقكم لقبول دينه، و أكرمكم بهدايته، و غرس في قلوب أسلافكم الماضين رحمة الله عليهم، و أصلابكم الباقين، تولي كفايتهم، و عمرهم طويلا في طاعته، حب العترة الهادية، فمضي من مضي علي و تيرة الصواب، منهاج الصدق، و سبيل الرشاد، فوردوا موارد الفائزين، و اجتنوا ثمرات ما قدموا، و وجدوا غب ما أسلفوا.

و منها:

نيتنا مستحكمة، و نفوسنا الي طيب آرائكم ساكنة، القرابة الواشجة بيننا و بينكم قوية، وصية أوصي بها أسلافنا و أسلافكم، و عهد عهد الي شبابنا و مشايخكم، فلم يزل علي كل جملة كاملة من الاعتقاد، لما جمعنا الله عليه من الحال القريبة، و الرحم الماسة. يقول العالم سلام الله عليه: «المؤمن أخو المؤمن لامه و أبيه» [2] .



[ صفحه 104]



و لم يصل الينا تمام هذه الرسالة، و انما وصلت منها هذه القطعة، و هي تحكي مدي تعاطف الامام عليه السلام مع هؤلاء المؤمنين الأخيار الذين تحرجوا في دينهم أشد ما يكون التحرج، فقد ترحم الامام علي أسلافهم المتمسكين بدينهم، الذين آمنوا بالاسلام، و اتبعوا ما أمر الله، ففازوا برضوان الله و مغفرته.

و تعرض الامام عليه السلام الي الصلات الوثيقة التي عقدت بين القوم و بين أئمة أهل البيت عليهم السلام، و هي قديمة، و قد قامت علي ايمان القوم برسالة أهل البيت، و أهدافهم الشامخة، و لم تقم علي الأهواء و العواطف، و قد أكبر الامام عليه السلام فيهم هذه الروح، و هذا الشعور الفياض.



[ صفحه 105]




پاورقي

[1] آبة: بليدة تقابل ساوة، و تعرف بين العامة ب «آوة». معجم البلدان.

[2] مناقب آل أبي طالب: 4: 425، عنه. بحارالأنوار: 50: 317، الحديث 14.