بازگشت

رسالته الي بعض مواليه


و بعث الامام أبومحمد عليه السلام الرسالة التالية الي بعض مواليه، و قد نعي فيها ما هم فيه من الاختلال و الفرقة و الانحراف عن الدين، و هذا نصها بعد البسلمة:

«استوهب الله لكم زهادة في الدنيا، و توفيقا لما يرضي، و معونة علي طاعته، و عصمة عن معصيته، و هداية من الزيغ و كفاية، فجمع لنا و لأوليائنا خير الدارين.

أما بعد: فقد بلغني ما أنتم عليه من اختلاف قلوبكم، و تشتيت أهوائكم، و نزع الشيطان، حتي أحدث لكم الفرقة و الالحاد في الدين، و السعي في هدم ما مضي عليه أوائلكم من اشادة دين الله، و اثبات حق أوليائه، و أمالكم الي سبيل الضلالة، و صد بكم عن قصد الحق، فرجع أكثركم القهقري علي أعقابكم، تنكصون كأنكم لم تقرأوا كتاب الله جل و عز، و لم تعوا شيئا من أمره و نهيه، و لعمري لئن كان الأمر في اتكال سفهائكم علي أساطيرهم لأنفسهم و تأليفهثم روايات الزور بينهم لقد حقت كلمة العذاب عليهم، و لئن رضيتم بذلك منهم و لم تنكروه بأيديكم و ألسنتكم و قلوبكم و نياتكم، انكم شركاؤهم في ما اجترحوه من الافتراء علي الله تعالي، و علي رسوله، و علي ولاة الأمر من بعده، و لئن كان الأمر كذلك لما كذب أهل الزبد في دعواهم، و لا المغيرة في



[ صفحه 115]



اختلافهم، و لا الكيسانية في صاحبهم، و لا من سواهم من المنتحلين و المنحرفين عنا، بل أنتم شر منهم قليلا و ما شي ء يمنعني من وسم، و الباطل فيكم بدعوة تكونوا شامة لأهل الحق الا انتظار فيئهم، و سيق أكثرهم الي أمر الله الا طائفة لو لسميتها استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله، و من نسي ذكر الله تبرأ منه، فسيصليه جهنم و ساءت مصيرا.

و كتابي هذا حجة عليهم، و حجة لغائبكم علي شاهدكم، الا من بلغه فأدي الأمانة، و أنا أسأل الله أن يجمع قلوبكم علي الهدي، و يعصمكم بالتقوي، و يوفقكم للقول بما يرضي.

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته» [1] .

و صعد الامام عليه السلام آهاته علي ما مني به بعض مواليه من الاختلاف و التفرق و الانحراف عن الدين، و يعود السبب في ذلك الي أن هؤلاء الغوغاء لم يعتنفوا الاسلام عن وعي عميق مدعم بالأدلة الحاسمة، و انما أخذوا بعض طقوسه عن تقليد لآبائهم، و أقل شبهة تعرض لهم، فانهم ينكصون علي الأعقاب.

لقد عمدت القوي الباغية علي الاسلام علي افساد الموالي من شيعة الامام عليه السلام و تضليلهم، و قد افتعلوا في سبيل ذلك الروايات الكاذبة التي تدعم أفكارهم الفاسدة، و لا سبيل لالتقاء الامام بهم ليقوم برد تلك الشبه، و تنوير الأفكار بنور الحق، و ذلك بسبب ما فرض عليه من الاقامة الجبرية من سامراء، و كان ذلك من أعظم المحن التي واجهها في حياته.



[ صفحه 116]




پاورقي

[1] الدر النظيم: 748.