بازگشت

سنده


أما سند هذا التفسير و بعض الخصوصيات فقد تصدر الكتاب، و هذا نصه: «قال محمد بن علي بن محمد بن جعفر بن دقاق: حدثني الشيخان الفقيهان: أبوالحسن محمد بن أحمد بن علي بن الحسن بن شاذان، و أبومحمد جعفر بن محمد بن علي



[ صفحه 141]



القمي، قالا: حدثنا الشيخ الفقيه أبوجعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسي بن بابويه القمي رضي الله عنه، قالا: أخبرنا أبوالحسن محمد بن القاسم المفسر الاسترابادي الخطيب رحمه الله، قال: حدثني أبويعقوب يوسف بن محمد بن زياد و أبوالحسن علي بن محمد بن سيار - و كانا من الشيعة الامامية -، قالا: كان أبوانا اماميين، و كانت الزيدية هم الغالبون في استراباذ [1] ، و كنا في امارة الحسن بن زيد العلوي الملقب بالداعي الي الحق، امام الزيدية [2] ، و كان كثير الاصغاء اليهم يقتل الناس بسعاياتهم، فخشيناهم علي أنفسنا.

فخرجنا بأهالينا الي حضرة الامام أبي محمد الحسن بن علي بن محمد أبي القائم عليه السلام، و أنزلنا عيالاتنا في بعض الخانات، ثم استأذنا علي الامام الحسن بن علي، فلما رآنا قال: مرحبا بالآويين الينا، الملتجئين الي كنفنا، قد تقبل الله سعيكما، و آمن روعتكما، و كفا كما أعداءكما، فانصرفا آمنين علي أنفسكما و أموالكما.

فعجبنا من قوله ذلك لنا مع أنا لم نشك في صدق مقاله، فقلنا: فماذا تأمرنا أيها الامام أن تصنع في طريقنا الي أن ننتهي الي بلد خرجنا منه هناك، و كيف ندخل ذلك البلد و منه هربنا، و طلب سلطان البلد لنا حثيث، و وعيده ايانا شديد؟

فقال عليه السلام: خلفا علي ولديكما هذين لأفيدهما العلم الذي يشرفهما الله تعالي به، ثم لا تحفلا بالسعاة، و لا بوعيد المسعي اليه، فان الله عزوجل يقصم السعاة، و يلجئهم الي شفاعتكم فيهم عند من قد هربتم منه.

قال أبويعقوب و أبوالحسن: فائتمروا لما امرا و قد خرجا، و خلفانا هناك، فكنا نختلف اليه، فيتلقانا ببر الآباء، و ذوي الأرحام الماسة.



[ صفحه 142]



فقال لنا ذات يوم: اذا أتاكما خبر كفاية الله عزوجل أبويكما و اخزائه أعداءهما، و صدق وعدي اياهما جعلت من شكر الله عزوجل أن أفيدكما تفسير القرآن، مشتملا علي بعض أخبار آل محمد صلي الله عليه و آله، فيعظم الله تعالي بذلك شأنكما.

قالا: ففرحنا، و قلنا: يابن رسول الله، فاذا نأتي علي جميع علوم القرآن و معانيه؟

قال عليه السلام: كلا ان الصادق علم ما اريد أن اعلمكما بعض أصحابه.

ففرحا بذلك و قالا: يابن رسول الله، قد جمعت علوم القرآن كله؟

فقال عليه السلام: قد جمعت خيرا كثيرا، و اوتيت فضلا واسعا، ولكنه مع ذلك أقل قليل من أجزاء علم القرآن. ان الله عزوجل يقول: (قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا) [3] .

و يقول: (ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام و البحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله) [4] .

و هذا علم القرآن و معانيه، و ما اودع من عجائبه، فكيف تري [5] مقدار ما أخذته من جميع هذا القرآن.

قالا: ولكن القدر الذي أخذته قد فضلك الله تعالي به علي كل من لا يعلم كعلمك، و لا يفهم كفهمك.

قالا: فلم نبرح من عنده حتي جاءنا فيج [6] قاصدا من عند أبوينا بكتاب، يذكر فيه أن الحسن بن زيد العلوي قتل رجلا بسعاية اولئك الزيدية، و استصفي ماله،



[ صفحه 143]



ثم أتته الكتب من النواحي و الأقطار المشتملة علي خطوط الزيدية بالعذل الشديد و التوبيخ العظيم، يذكر فيها أن ذلك المقتول كان أفضل زيدي علي ظهر الأرض، و أن السعاة قصدوه لفضله و ثروته، فتنكر لهم، و أمر بقطع آنافهم و آذانهم، و أن بعضهم قد مثل به ذلك، و آخرين قد هربوا، و أن العلوي ندم و استغفر، و تصدق بالأموال الجليلة بعد أن رد أموال ذلك المقتول علي ورثته، و بذل لهم أضعاف دية وليهم المقتول و استحلهم.

فقالوا: أما الدية فقد أحللناك منها، و أما الدم فليس الينا، انما هو الي المقتول، و الله الحاكم، و أن العلوي نذر الله عزوجل أن لا يتعرض للناس في مذاهبهم، و في كتاب أبويهما أن الداعي الي الحق الحسن بن زيد قد أرسل الينا بعض ثقاته بكتابه و خاتمه بأمانه لنا، و ضمن لنا رد أموالنا، و جبر النقص الذي لحقنا فيها، و انا صائران الي البلد، و متنجزان ما وعدنا.

فقال الامام: ان وعد الله حق.

فلما كان اليوم العاشر جاءنا كتاب أبوينا أن الداعي الي الحق قد وفي لنا بجميع عداته، و أمر لنا بملازمة الامام العظيم البركة، الصادق الوعد.

فلما سمع الامام عليه السلام بهذا قال: هذا حين انجازي ما وعدتكما من تفسير القرآن.

ثم قال عليه السلام: قد وظفت لكما كل يوم شيئا منه تكتبانه، فالزماني. و واظبا علي يوفر الله تعالي من السعادة حظوظكما.

فأول ما أملي علينا أحاديث في فضل القرآن و أهله، ثم أملي علينا التفسير بعد ذلك، فكتبنا في مدة مقامنا عنده، و ذلك لسبع سنين نكتب في كل يوم منه مقدار ما ننشط له» [7] .



[ صفحه 144]




پاورقي

[1] من أعمال طبرستان بين سارية و جرجان - مراصد الاطلاع: 1: 70.

[2] قال ابن النديم في الفهرست: 274: «ان الحسن بن زيد ظهر بطبرستان سنة (250 ه)، و مات مملكا عليها سنة (270 ه)».

[3] الكهف 18: 109.

[4] لقمان 31: 27.

[5] في نسخة: «فكم قد تري».

[6] الفيج: كلمة فارسية معربة، جمعها فيوج: و هو الذي يسعي علي رجليه - الصحاح.

[7] تفسير الامام أبي محمد الحسن بن علي العسكري عليه السلام: 21 - 24.