بازگشت

علي بن جعفر (2)


الهماني، البرمكي: عده الشيخ من أصحاب الامام الهادي و الامام الحسن العسكري عليهماالسلام [1] .

و قال الشيخ: «انه كان فاضلا، مرضيا، من وكلاء أبي الحسن و أبي محمد عليهماالسلام» [2] .

و روي أبوجعفر العمري رحمه الله، قال: «حج أبوطاهر بن بلال فنظر الي علي بن جعفر و هو ينفق النفقات العظيمة، فلما انصرف كتب الي أبي محمد عليه السلام فوقع في رقعته: قد كنا أمرنا له بمائة ألف دينار، ثم أمرنا له بمثلها، فأبي قبولها ابقاء علينا ما للناس و الدخول في أمر في ما لم ندخلهم فيه؟



[ صفحه 190]



قال: و دخل علي أبي الحسن عليه السلام فأمر له بثلاثين ألف دينار» [3] .

و روي الكشي بسنده عن يوسف بن السخت، قال: «كان علي بن جعفر وكيلا لأبي الحسن عليه السلام، و كان رجلا من أهل همينيا - و هي قرية من قري سواد بغداد - فسعي به الي المتوكل فحبسه، فطال حبسه، و احتال من قبل عبيدالله بن خاقان بمال ضمنه عنه ثلاثة آلاف دينار، فكلمه عبيدالله، فعرض جامعه علي المتوكل، فقال: يا عبيدالله، لو شككت فيك لقلت: انك رافضي. هذا وكيل فلان - يعني أباالحسن - و أنا عازم علي قتله.

قال: فتأدي الخبر الي علي بن جعفر، فكتب الي أبي الحسن: يا سيدي، الله الله في، فقد والله خفت أن أرتاب.

فوقع في رقعة: أما اذا بلغ بك الأمر ما أري فسأقصد الله فيك.

و كان هذا في ليلة الجمعة، فأصبح المتوكل محموما، فازدادت علته حتي صرخ عليه يوم الاثنين، فأمر بتخلية كل محبوس عرض عليه اسمه، حتي ذكر هو علي بن جعفر، فقال لعبدالله: لم لم تعرض علي أمره؟

فقال: لا أعود الي ذكره أبدا.

قال: خل سبيله الساعة، وسله أن يجعلني في حل، فخلي سبيله، و صار الي مكة بأمر أبي الحسن عليه السلام، فجاور بها» [4] .

و قال الكشي في ترجمة فارس بن حاتم القزويني: «وجدت بخط جبرئيل بن أحمد، قال: قال موسي بن جعفر، عن ابراهيم بن محمد، أنه قال: كتبت اليه: جعلت فداك، قبلنا أشياء يحكي عن فارس و الخلاف بينه و بين علي بن جعفر حتي



[ صفحه 191]



صار يبرأ بعضهم من بعض، فان رأيت أن تمن علي بما عندك فيهما، و أيهما يتولي حوائجي قبلك، حتي لا أعدوه الي غيره، فقد احتجت الي ذلك، فعلت متفضلا ان شاءالله.

فكتب: ليس عن مثل هذا يسأل، و لا في مثله يشك، قد عظم الله قدر علي بن جعفر متعنا الله تعالي به عن أن يقاس اليه، فاقصد علي بن جعفر بحوائجك، و اخشوا فارسا، و امتنعوا من ادخاله في شي ء من اموركم أو حوائجكم، تفعل ذلك أنت و من أطاعك من أهل بلادك، فانه قد بلغني ما تموه به علي الناس، فلا تلتفتوا اليه ان شاءالله» [5] .

و دلت هذه الرسالة علي أنه في قمة الواقعية و الايمان، فقد نصبه الامام علما لشيعته.


پاورقي

[1] رجال الطوسي: 418 / 15 و: 432 / 1.

[2] الغيبة: 350، ذيل الحديث 307.

[3] الغيبة: 218، الحديث 180 و: 350، الحديث 308.

[4] رجال الكشي: 606 / 1129.

[5] رجال الكشي: 523 / 1005.