بازگشت

الحياة الاقتصادية


قبل أن نلقي الضوء علي الحياة الاقتصادية في عصر الامام أبي محمد عليه السلام نود أن نبين بصورة سريعة الي أن الاسلام قد اهتم اهتماما بالغا بتطوير اقتصاد الامة، و تنمية الدخل الفردي، و ازدهار الاقتصاد العام، و اعتبر الفقر كارثة مدمرة، يجب القضاء عليه بجميع الطرق و الوسائل، فقد قارن بين الكفر و الفقر، و كما يجب القضاء علي الكفر في شريعة الاسلام، كذلك يجب القضاء علي الفقر، و قد ألزم حكام المسلمين



[ صفحه 214]



و أكد علي ولاتهم بالعمل لانقاذ المسلمين من خطر البؤس و الحرمان اللذين هما السبب في اشاعة الانحراف الفكري و العقائدي بين الناس.

و كان من بين المناهج الخلافة التي يتركز عليها الاقتصاد الاسلامي، أنه حدد تصرفات المسؤولين و الحكام، فلم يجز لهم بأي حال التلاعب في خزينة الدولة لأنها ملك للمسلمين، و ليست ملكا لأحد، و يجب أن تنفق علي صالح المسلمين، و ليس لرئيس الدولة و لا لأي أحد من أعضاء حكومته، أن يصطفوا منها ما شاءوا لأنفسهم و ذوي قرباهم، فان في ذلك خيانة لله، و خيانة للمسلمين.

أما نظام الحكم العباسي - ففي جميع أدواره - قد تبني سياسة اقتصادية خاصة شذت بجميع مخططاتها عن منهج الاسلام الأصيل، و ابتعدت عما قننه من وجوب الاحتياط الكامل في أموال الدولة، و وجوب انفاقها علي نشر الرخاء بين الناس.

و في ما يلي عرض موجز لهيكل الاقتصاد العام في العصر العباسي.