واردات الدولة
كان أكثر واردات الدولة تجبي من الخراج و الصدقات، و هي تقدر بملايين الدنانير، فكان متوسطها - فيما يقول بعض المؤرخين - يبلغ في كل عام ثلاثمائة و ستين ألف ألف درهم [1] .
و ربما زادت في بعض الأعوام فبلغت خمسمائة ألف ألف درهم [2] .
و كانت للدرهم قيمة ملحوظة في ذلك العصر، فكان يساوي قيمة شاة، أو قيمة زق من العسل، أو قيمة زق من السمن، كما كان الدينار يساوي قيمة جمل.
[ صفحه 215]
و من المؤسف أن هذه الأموال الطائلة لم تكن تنفق علي تطوير الحياة العلمية و الصحية و الاقتصادية حسبما يريده الاسلام، و انما كانت تذهب الي جيوب الحكام، فينفقونها بسخاء علي بناء القصور الشاهقة كما كان يفعل المتوكل، و علي الماجنين و المغنين و العابثين، و غير ذلك من شؤون الحياة الفاسقة.
پاورقي
[1] تاريخ التمدن الاسلامي: 5: 79.
[2] الوزراء و الكتاب: 288.