بازگشت

استئثار العباسيين بأموال الدولة


و استأثر العباسيون بأموال الدولة، و اصطفوا لأنفسهم و أرحامهم ما شاءوا، فقد كان محمد بن سليمان العباسي دخله في اليوم مائة ألف درهم [1] .

و لما هلك أبقي تركة عظيمة أخذ منها الرشيد ستين ألف درهم [2] .

و يقول المؤرخون: «انه تدافقت الأموال علي الخيزران حتي بلغت غلتها مائة ألف ألف و ستين ألف درهم، و قدر بعض المؤلفين هذا المبلغ بما يعادل نصف خراج المملكة آنئذ، و ثلثي غلة روكفلر في هذا القرن، و قد وجد عند قبيحة زوجة المتوكل مليون و ثمانمائة ألف دينار، و كانت أم المقتدر في غاية



[ صفحه 218]



الغني و الثروة [3] .

يقول فيها ابن الجوزي: «كانت لها أموال عظيمة تفوق حد الاحصاء، و كان يرفع لها من ضياعها في كل عام ألف ألف دينار» [4] .

و قد أغدق ملوك العباسيين علي أرحامهم الأموال الطائلة، فقد فرق الرشيد في أعمامه و أهله أموالا يفرقها أحد من الخلفاء قبله [5] .

و قد فرض المنصور الدوانيقي لكل واحد من أعمامه ألف ألف درهم [6] .

و قد تنامت الاسرة العيالية حتي بلغت في عصر المأمون ثلاثة و ثلاثين ألفا [7] .

و قد استأثرت هذه الاسرة التي لا نعرف لها أية جهة من الامتياز علي بقية المسلمين بأموال الدولة، و تمتعت بالثروات الهائلة في حين أن بقية أفراد الشعوب الاسلامية غارقون في البؤس و الفقر و الحرمان.


پاورقي

[1] الوزراء و الكتاب: 250.

[2] النجوم الزاهرة: 2: 75.

[3] نشوار المحاضرات: 1: 293. البداية و النهاية: 11: 22.

[4] المنتظم: 6: 253.

[5] النجوم الزاهرة: 2: 65.

[6] الكامل في التاريخ: 6: 319.

[7] الكامل في التاريخ: 6: 319.