بازگشت

الهبات الهائلة للجواري


و بالغ ملوك العباسيين في هباتهم للجواري و المغنيات، فقد وهب الرشيد لجاريته «دنانير» في ليلة عيد عقدا قيمته ثلاثون ألف دينار [1] .

و أعطي المقتدر بعض حظاياه الدرة اليتيمة، و كان وزنها ثلاثة مثاقيل [2] .

و ذكر الاصفهاني أن حمويه استأجر لجاريته ذات الخال من بعض الجوهريين



[ صفحه 219]



بدنة و عقودا ثمنها اثنا عشر ألف ألف دينار، فلما رآها الرشيد اعجب بها، و سأل عنها، فأخبره بأنها حلي مستأجرة، فأمر بشرائها و وهبها للجارية [3] .

و كان المقتدر العباسي يدعو بالأموال فيلعب بها و يمحقها و يهبها للنساء و الجواري [4] .

و كانت للمتوكل جارية تسمي «فضل» تجلس علي كرسي، و هي تعارض الشعراء بحضرته، فقال لها حينما اشتراها: أشاعرة أنت؟

- كذا يزعم من باعني و اشتراني.

فضحك المتوكل، و قال لها: انشديني من شعرك، فأنشدت:



استقبل الملك امام الهدي

عام ثلاث و ثلاثينا



خلافة أفضت الي جعفر

و هو ابن سبع بعد عشرينا



انا لنرجو بامام الهدي

أن يملك الملك ثمانينا



لا قدر الله امرءا ألم يقل

عند دعائي لك آمينا



فاستحسن المتوكل الأبيات، و أمر لها بخمسين ألف درهم [5] .

و نكتفي بهذه النماذج اليسيرة من الهبات للجواري للتدليل علي تبديد العباسيين لثروات الامة، و انفاقها علي شهواتهم من دون أن يعنوا بصالح المجتمع و تطوير وسائل حياته.



[ صفحه 220]




پاورقي

[1] المستطرف من أخبار الجواري: 28.

[2] تاريخ الخلفاء: 384.

[3] الأغاني: 16: 226.

[4] سمط النجوم العوالي: 3: 354.

[5] نساء الخلفاء / ابن الساعي: 86.