بازگشت

مروان بن أبي الجنوب


و ممن أغدق عليهم المتوكل الأموال الطائلة مروان بن أبي الجنوب، فقد هام في مدح المتوكل، و قد مدحه بقصيدة جاء فيها:



كانت خلافة جعفر كنبوة

جاءت بلا طلب و لا بتنحل



وهب الاله له الخلافة مثلما

وهب النبوة للنبي المرسل



لم تكن خلافة المتوكل كالنبوة، فالنبوة رحمة و هداية الي الناس، و انما كانت بالعكس و الضد، فهي قطعة من الظلم و الطغيان و الاستبداد و الجبروت، و لم يهب



[ صفحه 225]



الله له و لا لأمثاله الخلافة، و انما وهبها للصالحين من عباده.

و علي أي حال، فما أن أنهي مروان قصيدته حتي وهب له المتوكل خمسين ألف درهم.. و لما عقد المتوكل ولاية العهد لأبنائه أنشده مروان قصيدة جاء فيها:

ثلاثة أملاك فأما محمد

فنور هدي يهدي به الله من يهدي



و أما أبوعبد الاله فانه

شبيهك في التقوي و يجدي كما تجدي



و ذو الفضل ابراهيم للناس عصمة

تقي، و في بالوعيد، و بالوعد



فأولهم نور وثانيهم هدي

و ثالثهم رشد و كلهم مهدي



فأمر له المتوكل بمائة و عشرين ألف درهم، و خمسين ثوبا، و بغلة، و فرس، و حمار،...

و مدحه مروان بقوله:



تخشي الاله فما تنام عناية

بالمسلمين و كلهم بك نائم



لو كان ليس لهاشم فيما مضي

سلف سواك لقدمت بك هاشم



و متي كان المتوكل يخشي الله أو يرجو له وقارا، و هو صاحب الأحداث الجسام في الاسلام، و الذي قضي حياته كلها باللهو و الطرب و المجون؟

و علي أي حال، فقد أعطي المتوكل هذا الشاعر المرتزق مائة ألف دينار من ورق [1] و ذهب [2] .



[ صفحه 226]




پاورقي

[1] أي: فضة.

[2] تاريخ بغداد: 13: 156، الحديث 7132. طبقات الشعراء / ابن المعتز: 391 و 392. الأغاني:23: 168 - 175.