بازگشت

موقف الامام


أما الامام أبومحمد عليه السلام، فكان يمثل الجبهة المعارضة للحكم العباسي، التي



[ صفحه 236]



كانت تنعي علي الحكام استبدادهم بثروات الامة و سرقتهم لأقواتها.

و كان من أبرز ألوان المعارضة التي اتخذها الامام أنه حرم علي نفسه الاتصال أو التعاون بجميع صوره مع أولئك الملوك الذين اتخذوا مال الله دولا، و عباد الله خولا، و قد جهدوا علي ادراج الامام عليه السلام في جهازهم و ضمه اليهم، فلم يستطيعوا ذلك، فقابلوه بمنتهي الشدة و القسوة، و ضيقوا عليه حياته الاقتصادية و تركوه في ضائقة مالية خانقة، فقد منعوا وصول المال اليه من شيعته، الا أن بعض المحسنين من الشيعة قد قام بدور مشرف، فكان يرسل الي الامام عليه السلام زقاقا من السمن، و يجعل المال فيها [1] ، مما أوجب رفع تلك الضائقة عن الامام.

و علي أي حال، فقد وقف الامام عليه السلام الي جانب الفقراء و المحرومين الذين كانوا يعانون الضيق و البؤس من جراء فقدان التوازن في الحياة الاقتصادية، بسبب نهب اولئك الملوك لثروات الامة، و بهذا ينتهي بنا الحديث عن الحياة الاقتصادية في عصر الامام عليه السلام.



[ صفحه 237]




پاورقي

[1] سفينةالبحار: 2: 158.