بازگشت

ظلم الوزراء و جبروتهم


و أغلب وزراء بني العباس كانوا من الظالمين الطغاة، فقد احتقروا الرعية، و بالغوا في اذلالها و قهرها، ففي زمان المنتصر العباسي خرج وزيره أحمد بن الخصيب، و كان راكبا، تظلم اليه شخص، فأخرج الوزير رجله من الركاب فزج بها في صدره فقتله، فتحدث الناس بذلك، و قال بعض الشعراء:



قل للخليفة يابن عم محمد

أشكل وزيرك انه شكال



أشكله عن ركل الرجال و ان ترد

مالا فعند وزيرك الأموال [1] .

و بالاضافة الي ذلك فقد اختلسوا أموال الدولة و نهبوها، فقد كان عثمان بن عمارة واليا علي سجستان في أيام الرشيد، فطولب بخمسة آلاف درهم، و حبس عليها، فقال يستشفع الي الرشيد و يعترف ضمنا بالخيانة:



[ صفحه 253]



أغثني أميرالمؤمنين بنظرة

نزول بها عني المخاوف و الأزل [2] .



ففضلك أرجو لا البراءة انه

أبي الله الا أن يكون لك الفضل



و الا أكن أهلا لما أنت أهله

فأنت أميرالمؤمنين له أهل



و قد احتذي الوزراء بأسيادهم من ملوك بني العباس الذي نهبوا أموال المسلمين، و تركوا الفقر مخيما عليهم.

يقول المؤرخون: «ان المنصور أخذ أموال الناس حتي ما ترك عند أحد فضلة، و كان مبلغ ما أخذه منهم ثمانمائة ألف ألف درهم» [3] .

و علي أي حال، فقد جهد الوزراء علي ظلم المسلمين و اذلالهم، و نهب ما عندهم من أموال.


پاورقي

[1] محاضرات في تاريخ الأمم الاسلامية: 270.

[2] الأزل: الحبس و الشدة.

[3] تاريخ اليعقوبي: 3: 125.