ابطاله لشعوذة راهب
و كشف الامام أبومحمد عليه السلام النقاب عن شعوذة راهب أراد أن يضلل المسلمين، و يشككهم في دينهم، و بيان ذلك حسبما ذكره الرواة أن الناس أصابهم قحط شديد، فأمر المعتمد العباسي بالخروج الي الاستسقاء ثلاثة أيام فخرجوا و لم يغاثوا بالمطر، و خرج النصاري و معهم راهب كلما مد يده الي السماء هطلت، و فعل ذلك مكررا، فشك بعض الجهلة في دينهم، و ارتد البعض الآخر، و شق ذلك علي المعتمد، ففزع الي الامام أبي محمد عليه السلام، و كان في سجنه و قال له: أدرك أمة جدك يا رسول الله صلي الله عليه و آله قبل أن يهلكوا.
فقال له الامام عليه السلام: يخرجون غدا، و أنا أزيل الشك ان شاءالله.
و أخرجه المعتمد من السجن، و طلب منه أن يطلق سراح أصحابه من السجن فاستجاب له، و أخرجهم.
و في اليوم الثاني خرج الناس للاستسقاء، فرفع الراهب يده الي السماء، فغيمت و مطرت، فأمر الامام بتفتيش يده و أخذ ما فيها، و اذا فيها عظم آدمي، فأخذه منه و أمره بالاستسقاء، فرفع يده الي السماء، فزال ما فيها من غيم، و طلعت الشمس، فعجب الناس من ذلك.
و بادر المعتمد قائلا: ما هذا يا أبامحمد؟
- هذا عظم نبي ظفر به هذا الراهب من بعض القبور، و ما كشف عظم نبي تحت السماء الا هطلت بالمطر.
[ صفحه 261]
و تفحص المعتمد عن ذلك، فكان كما أخبر الامام عليه السلام فزالت الشبهة، و انتفي الشك [1] .
پاورقي
[1] جوهرة الكلام: 154. أخبارالدول: 117.