انهماكه في اللذات
و من أبرز مظاهره النفسية أنه كان منهمكا في اللذات و الشراب انهماكا
[ صفحه 269]
كبيرا [1] و كان «بنان» و «زنام» غلامين من غلامانه بارعين في العزف و الغناء لا يفارقانه، هذا يضرب له بالعود، و ذاك يزمر له، و كان لا يشرب الا علي سماعهما [2] .
و كانت حاشيته تتقرب اليه باهدائه الجواري الملاح و الخمور المعتقة؛ لأن ذلك من أحب ما يصبو اليه، فقد أهدي اليه الفتح بن خاقان، و كان المتوكل قد أبل من مرضه، جارية في منتهي الحسن، و جاما من ذهب، ودن بلور فيه شراب لم ير مثله، و رقعة مكتوب فيها:
اذا خرج الامام من الدواء
و أعقب بالسلامة و الشفاء
فليس له دواء غير شرب
بهذا الجام من هذا الطلاء
وفض الخاتم المهدي اليه
فهذا صالح بعد الدواء
و استطرف المتوكل ذلك و استحسنه، و كان بحضرته يوحنا بن ماسويه طبيبه الخاص، فقال له: يا أميرالمؤمنين، الفتح والله أطب مني، فلا تخالف ما أشاربه [3] .
پاورقي
[1] بين الخلفاء و الخلعاء: 115.
[2] ثمار القلوب: 122.
[3] دائرة معارف القرن العشرين: 10: 964.