تجاهره بالمعاصي
و كان المتوكل يتجاهر بالمعاصي و لا يستحي من الناس، فقد كان يلعب بالنرد مع الفتح بن خاقان، فاستؤذن للقاضي أحمد بن دواد، فأراد الفتح رفع النرد، فمنعه المتوكل، و قال له: اجاهر الله بشي ء و أستره عن عباده [1] .
انه كان لا يرجو لله وقارا، و كان مستهترا، فكان ندماؤه يلعبون بين يديه بالشطرنج [2] ، ولو علموا بغضه لذلك لما قدموا عليه أمامه.
و شاع استهتاره بالمعاصي بين الناس، فقد طلب من زوجته ريطة بنت أبي العباس أن تسفر و تضفر شعرها مثل الغلمان، فأبت، فطلقها [3] ، و تحدث الناس بذلك، فلم يحفل به، و لم يعن بأي نقد يوجه اليه.
پاورقي
[1] زهر الآداب: 4: 31.
[2] بين الخلفاء و الخلعاء في العصر العباسي: 108.
[3] مرآة الزمان: 6 / ورقة 169.