بازگشت

اعتقاله للامام


أمر الطاغية المعتمد باعتقال الامام أبي محمد عليه السلام مع أخيه جعفر، و أوعز الي مدير السجن (صالح بن وصيف) أن ينقل اليه أخباره، و ما يتجدد من أحاديثه و شؤونه في كل وقت، فكان يخبره بأنه لم يقم بأي شي ء مما يتصادم مع السياسة العباسية، و أنه قد انصرف عن الدنيا، و اتجه صوب الله تعالي، فكان يصوم نهاره، و يحيي ليله بالعبادة.

و سأله مرة اخري عنه، فأخبره بمثل ذلك، فأمره باطلاق سراحه، و ابلاغه تحياته، و الاعتذار منه، و جاء مدير السجن مسرعا فوجد الامام جالسا متهيئا للخروج قد لبس ثيابه و خفه، فبهر من ذلك، فأدي اليه رسالة المعتمد، و نهض الامام فاعتلي جواده، ثم وقف، فانبري السجان قائلا: ما وقوفك؟

- حتي يجي ء جعفر.



[ صفحه 297]



- انما أمرني باطلاق سراحك دونه.

- امض اليه و أخبره أني أخذت و اياه من الدار، فاذا رجعت وحدي كان في ذلك ما لا خفاء به عليك.

و مضي السجان الي المعتمد فأخبره بمقالة الامام، فأمره باخلاء سبيله، و خرج الامام عليه السلام من السجن، و هو يتلو قوله تعالي: «يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم و الله متم نوره و لو كره الكافرون) [1] [2] .

و ظل الامام أبومحمد عليه السلام يعاني صنوفا مرهقة من الخطوب و التنكيل من المعتمد العباسي،فقد أحاطه بقوي مكثفة من الأمن، و هي تحصي عليه أنفاسه، و تطارد كل من يريد الاتصال به من الفقهاء و العلماء من شيعته، و بقي تحت المراقبة الشديدة، حتي اغتاله الطاغية المعتمد بالسم، كما سنتحدث عن ذلك.

و علي أي حال، فقد عاصر الامام الزكي أبومحمد عليه السلام هؤلاء الملوك من بني العباس، و قد جهدوا علي ظلمه، فأودعوه في ظلمات السجون، و حاولوا الفتك به، ولكن الله صرف ذلك عنه، فقد ابتلاهم بأحداث جسام، كالثورات الداخلية و استبداد الأتراك.



[ صفحه 301]




پاورقي

[1] الصف 61: 8.

[2] مهج الدعوات: 330.