بازگشت

رسالة الامام الي واحد من كبار علماء الشيعة في قم


و من جملة مكاتبات الامام عليه السلام مع اصحابه هذه الرسالة التي وجهها عليه السلام الي الشيخ الجليل علي بن الحسين بن بابويه القمي و هو من اكبر فقهاء الشيعة، و هذا هو نصها:

«بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله رب العالمين و العاقبة للمتقين و الجنة للموحدين و النار للملحدين و لا عدوان الا علي الظالمين و لا اله الا الله احسن الخالقين و الصلاة علي خير خلقه محمد و عترته الطاهرين. أما بعد اوصيك يا شيخي و معتمدي و فقيهي اباالحسن علي بن الحسين القمي وفقك الله لمرضاته و جعل من صلبك اولادا صالحين برحمته بتقوي الله و اقام الصلاة و ايتاء الزكاة فانه لا تقبل الصلاة من مانع الزكاة و اوصيك بمغفرة الذنب و كظم الغيظ و صلة الرحم و مواساة الاخوان و السعي في حوائجهم في العسر و اليسر و الحلم عند الجهل و التفقه في الدين و التثبت في الأمور و التعاهد للقرآن و حسن الخلق و الامر بالمعروف و النهي عن المنكر، قال الله تعالي: «لا خير في كثير من نجواهم الا من امر بصدقة او معروف او اصلاح بين الناس» و اجتناب الفواحش كلها، و عليك بصلاة الليل... و من استخف بصلاة



[ صفحه 25]



الليل فليس منا فاعمل بوصيتي و أمر جميع شيعتي بما امرتك به حتي يعلموا عليه و عليك بالصبر و انتظار الفرج فان النبي صلي الله عليه و آله قال افضل اعمال امتي الفرج، و لا تزال شيعتنا في حزن حتي يظهر ولدي الذي بشر به النبي صلي الله عليه و آله انه يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا (و هو الامام القائم عليه السلام) [1] فاصبر يا شيخي و معتمدي اباالحسن و أمر جميع شيعتي بالصبر فان الأرض لله يورثها من عباده من يشاء و العاقبة للمتقين و السلام عليك و علي جميع شيعتنا و رحمة الله و بركاته و حسبنا الله و نعم الوكيل نعم المولي و نعم النصير». [2] .


پاورقي

[1] ان المسلم المتقي و المقيد بالأحكام الالهية يشعر بصعوبة فائقة و مشاكل عديدة في مقابل الظالمين و البيئات الفاسدة، و يحاول بما أوتي من جهد المحافظة علي دينه في ظروف قاسيه، و لهذا فهو بحاجة الي الصبر من ناحية والي الامل بالفرج من ناحية اخري، و اذا تغلب عليه الجزع و اليأس فسوف ينحرف عن مسيره الصحيح.

[2] الأنوار البهية، طبعة مشهد، ص 161.