معاجزه و ارتباطه بعالم الغيب
ان الامام العسكري عليه السلام - كآبائه الكرام - يتمتع بارتباط خاص بالله تعالي الملائكة و عالم الغيب و له علوم تتعلق بماوراء هذا العالم و احاطة هي من لوازم الولاية التي هي من شؤون الامامة. و قد ذكرت الكتب و روايات العلماء موراد كثيرة من المعاجز و الاخبار الغيبي التي صدرت من الامام عليه السلام،
[ صفحه 26]
و استعراضها جميعا يحتاج الي كتاب مستقل، و نحن هنا في هذه الدارسة المضغوطة نكتفي بذكر عدة أمثلة من هذا الباب:
1- يقول ابوهاشم الجعفري:
دخلت علي ابي محمد (الامام العسكري عليه السلام) يوما و أنا أريد أن أسأله ما أصوغ به خاتما أتبرك به فجلست و أنسيت ما جئت له، فلما ودعت و نهضت رمي الي بالخاتم فقال: أردت فضة فأعطيناك خاتما، ربحت الفص و الكرا، هناك الله يا اباهاشم. فقلت: يا سيدي اشهد انك ولي الله و امامي الذي ادين الله بطاعته، فقال: غفر الله لك يا اباهاشم [1] .
2- يقول ابوهاشم داوود بن القاسم:
كنت في الحبس المعروف بحبس صالح بن وصيف الأحمر، انا و الحسن بن محمد العقيقي و محمد بن ابراهيم العمري و فلان و فلان، اذ ورد علينا ابومحمد الحسن (عليه السلام) و اخوه جعفر، فخففنا الي خدمته و كان المتولي لحبسه صالح بن وصيف، و كان معنا في الحبس رجل جميحي يقول: انه علوي. قال: فالتفت ابومحمد (عليه السلام) فقال: لولا ان فيكم من ليس منكم لأعلمتكم متي يفرج عنكم، و أومأ الي الجميحي ان يخرج فخرج، فقال ابومحمد (عليه السلام): هذا الرجل ليس منكم فاحذروه فان في ثيابه قصة قد كتبها الي السلطان يخبره بما تقولون فيه، فقام بعضهم ففتش ثيابه فوجد فيها
[ صفحه 27]
القصة يذكرنا فيها بكل عظيمة... [2] .
3- و يقول محمد بن الربيع الشيباني:
ناظرت رجلا من الثنوية (الذين يؤمنون بالهين) بالأهواز ثم قدمت سر من رأي و قد علق بقلبي شي ء من مقالته، فاني لجالس علي باب احمد بن الخضيب اذ أقبل ابومحمد من دارالعامة يوم الموكب فنظر الي و اشار بسبابته: أحد أحد فوحده، فسقطت مغشيا علي [3] .
4- يقول اسماعيل بن محمد:
قعدت لابي محمد السحن (العسكري عليه السلام) علي باب داره حتي خرج فقمت في وجهه و شكوت اليه الحاجة و الضرورة و أقسمت اني لا املك الدرهم فما فوقه، فقال: تقسم و قد دفنت مأتي دينار، و ليس قولي هذا دفعا لك عن العطية اعطه يا غلام ما معك، فأعطاني الغلام مأة دينار، فشكرت الله تعالي و وليت، فقال (عليه السلام): ما اخوفني ان نفقد مأتي دينار احوج ما تكون اليها. فذهبت اليها فافتقدتها فاذا هي في مكانها فنقلتها الي موضع آخر و دفنتها من حيث لا يطلع احد ثم قعدت مدة طويلة فاضطررت اليها فجئت اطلبها في مكانها فلم اجدها فجئت و شق ذلك علي فوجدت
[ صفحه 28]
ابنا لي قد عرف مكانها و اخذها و ابعدها و لم يحصل لي شي ء فكان كما قال [4] .
5- يقول محمد بن عياش:
تذاكرنا آيات الامام (معاجز الامام العسكري عليه السلام) فقال ناصبي: ان اجاب عن كتاب بلامداد (اي حبر) علمت انه حق، فكتبنا مسائل و كتب الرجل بلامداد علي ورق و جعل في الكتب و بعثنا اليه، فأجاب عن مسائلنا، و كتب علي ورقه (ورقة الناصبي) اسمه و اسم ابويه، فدهش الرجل فلما افاق اعتقد الحق [5] .
6- و يقول عمر بن ابي مسلم:
كان سميع المسمعي يؤذيني كثيرا و يبلغني عنه ما اكره، و كان ملاصقا لداري، فكتبت الي ابي محمد (الامام العسكري عليه السلام) اسأله الدعاء بالفرج منه، فرجع الجواب ابشر بالفرج سريعا و أنت مالك داره، فمات بعد شهر و اشتريت داره فوصلتها بداري ببركته [6] .
7- يقول ابوحمزة نصير الخادم:
سمعت ابامحمد (الامام العسكري) عليه السلام غير مرة يكلم غلمانه يلغاتهم و فيهم ترك و روم و صقالبة، فتعجبت من ذلك و قلت
[ صفحه 29]
هذا ولد بالمدينة و لم يظهر لأحد حتي مضي ابوالحسن عليه السلام و لا رأه احد فكيف هذا احدث نفسي بذلك، فأقبل علي فقال: ان الله عزوجل أبان حجته من ساير خلقه و اعطاه معرفة كل شي ء فهو يعرف اللغات و الأنساب و الحوادث، و لولا ذلك لم يكن بين الحجة و المحجوج فرق [7] .
پاورقي
[1] اصول الكافي، ج 1 ز ص 512.
[2] اعلام الوري، ص 373 - نورالابصار، طبعة القاهرة، ص 183 - الفصول المهمة لابن صباغ المالكي، ص 286، مع بعض الاختلاف.
[3] كشف الغمة في معرفة الأئمة، ج 3، ص 305.
[4] احقاق الحق، ج 12، ص 470، نقلا عن الفصول المهمة لابن صباغ المالكي، ص 286.
[5] المناقب، طبعة النجف، ج 3، ص 538.
[6] كشف الغمة، ج 3، ص 302.
[7] الارشاد للمفيد، ص 322.