بازگشت

مقدمة


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام علي سيد الأنبياء و المرسلين محمد و آله الطيبين الطاهرين المعصومين.

و اللعن الدائم علي اعدائهم اجمعين من الآن الي قيام يوم الدين.

أما بعد: فهذا هو الكتاب المسمي ب:

جزاء اعداء

الامام العسكري - صلوات الله تعالي عليه - في دار الدنيا

و هو جزء آخر من موسوعة:

جزاء الأعمال في دار الدنيا

أسال الله العلي القدير أن يجعل هذا السعي اليسير و الاقدام الأقل من القليل خالصا لكريم وجهه و احياءا لأمر أهل بيته.

و اقتصاصا لآثارهم و مذاكرة لأحاديثهم و تخليدا لذكرهم و ذريعة للتمسك بولائهم (صلوات الله و سلامه تعالي عليهم). و البراءة من اعدائهم.



[ صفحه 4]



و أسأله عزوجل - بحقهم - أن يرزقني البركة و الخير و الثواب و الأجر عليه.

و ينفعني به - يوم - لاينفع مال و لابنون الا من أتي الله بقلب سليم.

و أسأله تعالي أن يشارك - في أجره و ثوابه -: والدي و والدتي و أهلي و اساتذتي و مشائخ اجازتي و من كان له حق علي.

و كذلك: من يساهم في طبع و نشر هذا التراث المنيف و يؤيد المؤلف في استمرار هذا الطريق الشريف.

التنبيه علي امور:

1- الاحاديث المذكورة في هذا الكتاب انما هي منقولة من (110) كتابا [1] تعد مصادر موسوعة: جزاء الأعمال في دار الدنيا

2- اسم هذا الكتاب الشريف مقتبس من بعض عناوينه المذكورة فيه. و انما هو من قبيل: تسمية الشي ء بأسم بعض اجزاءه.

و هذا لايعني أن كل من ذكر أسمه في هذا الكتاب - و اصابه من الجزاء ما اصابه - يعد من جملة اعداء الامام العسكري - صلوات الله تعالي عليه -.

اذ تري - أيها القاري ء العزيز - في طوايا هذا الكتاب الشريف اخبارا و احاديث تتعلق ببعض اشخاص مؤمنين - لم يكونوا من جملة أعداء الامام عليه السلام - بل انما صابهم من الجزاء ما اصابهم. لمخالفتهم أمر



[ صفحه 5]



الامام عليه السلام و عدم اعتنائهم بما اشار عليه السلام به اليهم.

و ابائهم عن قبول نصائحه عليه السلام و ارشاداته عليه السلام لهم - فلاتغفل -.

و قد قال الامام الهادي عليه السلام: اذا خالف المؤمن ما أمر به... لم يأمن أن تصيبه عقوبة الخلاف [2] .

فأمثال هؤلاء الاشخاص - و ان لم يكونوا من جملة اعداء الامام عليه السلام. و لم يعدوا من المعاندين و المخالفين له عليه السلام - ولكنهم لما خالفوا أمره عليه السلام و لم يقبلوا نصيحته و ارشاداته عليه السلام اصابهم من الجزاء ما اصابهم.

و قد تري - أيها العزيز - في طوايا هذا الكتاب الشريف، أحاديث تذكر فيها جزاء بعض المنسوبين الي الذرية الطيبة، لما صدر منهم من التجاسر الي ساحة الامام المعصوم - صلوات الله تعالي عليه - و عدم انقيادهم لمقامه الالهي و منصبه الرباني.

ولتمرد بعضهم علي الامام عليه السلام و انتهاكهم لحرمته المقدسة و تجرئهم علي عليه السلام. - حسدا لمقاماته العالية و حقدا لمراتبه السامية -.

و ادعاء بعضهم الامامة بغير حق، و سعاية بعض آخر منهم بالامام - صلوات الله تعالي عليه - الي الحكام و الظلمة و الطغاة. - طمعا في حطام الدنيا الدنية وسعيا لأخماد نور شمس الامامة النيرة المشرقة -.

و قال تعالي: (يريدون ليطفؤوا نور الله بأفواههم و الله متم نوره...)

و قال تعالي: (و يأبي الله الا أن يتم نوره و لو كره الكافرون).



[ صفحه 6]



و قال الامام الصادق عليه السلام: ليس منا احد الاوله عدو من أهل بيته [3] .

و معلوم ان مرارة امثال هذه الظلامات - التي صدرت من بعض هؤلاء المنسوبين - كانت اشد أمر و اصعب علي الامام - صلوات الله تعالي عليه - مما صدر - أمثال ذلك - من غيرهم.

اذ: حسنات الأبرار سيئات المقربين.

و قال الامام السجاد عليه السلام: لمحسننا كفلان من الأجر، و لمسيئنا ضعفان من العذاب [4] .

كما جاء في قوله تعالي: (يضاعف لها العذاب ضعفين).

و قوله تعالي: (انه ليس من أهلك. انه عمل غير صالح).

قال الامام الرضا عليه السلام - في ذيل هذه الآية -:... فأخرجه الله عزوجل من أن يكون من أهله - بمعصيته - [5] .

فأذا لامجاملة و لامماشاة و لامسامحة، في هذا المجال.

و ان الله تعالي لايستحي من الحق.

قال اميرالمؤمنين عليه السلام: ان ولي محمد صلي الله عليه و آله من اطاع الله. و ان بعدت لحمته. و ان عدو محمد صلي الله عليه و آله من عصي الله. و ان قربت قرابته [6] .

قال الامام الرضا عليه السلام: من خالف دين الله. فأبرء منه.

كائنا من كان. من أي قبيلة كان.

و من عادي الله فلاتواله. كائنا من كان. من أي قبيلة كان [7] .



[ صفحه 7]



و قال الامام الرضا - صلوات الله تعالي عليه -: من لم يتق الله و لم يراقبه. فليس منا و لسنا منه [8] .

نعم. وردت هناك روايات و أحاديث تومي ء و تشير الي أن كثيرا من أمثال هؤلاء المنسوبين الي الذرية الطيبة. تشملهم حسن العاقبة و لايموتون الا تائبين.

كما جاء في التوقيع الشريف:

و ما سبيل عمي جعفر... فسبيل اخوة يوسف [9] .

و انما تعرضنا لهذا التنبيه - ههنا - دفعا لتوهم بعض الاشخاص و جوابا لشبهة - قد ربما - تتبادر في ذهن بعض الافراد.

و توضيحا لأشكال و اعتراض - قد ربما نواجهه - من قبل بعض من التفت الي اسم الكتاب و عنوانه. ثم اطلع علي محتوياته و مضامينه.

و قد قال اميرالمؤمنين - صلوات الله تعالي عليه -:

الحق لايعرف بالرجال. فأعرف الحق تعرف أهله.

3- تسهيلا للعثور علي الجزاء المذكور في الحديث و الخبر و اطلاعا علي المعاقبة التي عوقب بها.

كتبنا ما يتعلق بالجزاء و المعاقبة بخط اوضح. حتي يتميز ذلك من متن الخبر.



[ صفحه 8]



4- نستغفر الله تبارك و تعالي و نستميح ساحة الامام العسكري - صلوات الله تعالي عليه - المقدسة. من نقل بعض الألفاظ التي تجاسر بها - بعض الخبثاء من الاعداء - لساحة الامام العسكري - صلوات الله تعالي عليه - المقدسة الألهية المعصومة الطاهرة - و درجها في هذا الكتاب و تكرار الألفاظ النابية التي تجاسر بها هؤلاء المتجاسرون.

و انما اوردنا تلك الاحاديث و الأخبار، كما جاءت في مصادرها و ذكرت في مظانها. من دون تغيير أو تصرف أو تبديل - من قبلنا - فيها.

5- لايدعي مؤلف هذا التأليف بأنه ذكر جميع الأحاديث في الأبواب المناسبة لها. و تحت العناوين التي تليقها.

و يعترف - بداية - بأنه قد لم يذكر بعض الأحاديث المناسبة لموضوع هذا التأليف في أبوابها - غفلة و سهوا و خطاءا منه -.

اذ الانسان محل الخطأ و السهو و النسيان.

و العصمة مخصوصة بأهلها - عليهم صلوات الرحمن -.

و هذا لايكون الا لوسع نطاق هذا الموضوع العزيز و عجز هذا المؤلف الفقير من التتبع الكامل في هذا المجال.

فلذا يدرج في آخر مجلدات هذه الموسوعة باب بعنوان:

- الاستدراكات -

و هو متضمن للأحاديث التي لم تذكر - أحيانا - في أبوابها المناسبة لها. رغم وجودها في المصادر.

- ان شاءالله تعالي - بحق محمد و آله المعصومين - صلوات الله و سلامه تعالي عليهم أجمعين -.

العبد الفقير الي رحمة ربه الغني

السيد هاشم الناجي الموسوي الجزائري



[ صفحه 11]




پاورقي

[1] و اسماء هذا المصادر مندرجة - علي ترتيب حروف الهجاء - في قائمة مذكورة في آخر هذا الكتاب المستطاب - فراجع ثمة -.

[2] تحف العقول: ص 483.

[3] الاحتجاج: ج 2 ص 300.

[4] معاني الأخبار: ص 106 و عيون الاخبار: ج 2 ص 232.

[5] عيون الاخبار: ج 2 ص 234.

[6] نهج البلاغة، المختار من حكم اميرالمؤمنين عليه السلام: 96 و غررالحكم.

[7] عيون الاخبار: ج 2 ص 235.

[8] عيون الاخبار: ج 2 ص 235.

[9] الاحتجاج: ج 2 ص 542.