صالح بن وصيف
13- [قال] محمد بن اسماعيل العلوي: دخل العباسيون علي صالح [1] بن وصيف [2] - عندما حبس ابومحمد عليه السلام -.
فقالوا له: ضيق عليه.
قال: وكلت به رجلين من شر من قدرت عليه:
- علي بن بارمش و اقتامش -.
فقد صارا - من العبادة و الصلاة - الي امر عظيم.
يضعان خديهما له.
ثم امر بأحضارهما.
فقال: - و يحكما - ما شأنكما في شأن هذا الرجل؟! [3] .
[ صفحه 38]
فقالا: ما نقول في رجل يقوم الليل كله و يصوم النهار.!!
لايتكلم و لايتشاغل بغير العبادة.
فأذا نظرنا اليه ارتعدت فرائصنا.
و داخلنا ما لانملكه من انفسنا [4] .
14- عن محمد بن اسماعيل قال: حبس [5] ابومحمد عليه السلام عند علي بن اوتامش [6] و كان شديد العداوة ب آل محمد عليهم السلام غليظا علي آل أبي طالب.
و قيل له: افعل به و افعل [7] .
قال [8] فما أقام ألا يوما حتي وضع خديه [9] له عليه السلام.
و كان لايرفع بصره اليه عليه السلام اجلالا و اعظاما. و خرج من عنده عليه السلام و هو احسن الناس بصيرة و احسنهم قولا [10] فيه عليه السلام [11] .
15- [لما شرع المهتدي] في قتل مواليه - من الترك - خرجوا عليه سنة ست و خمسين و مائتين. و قتلوا صالح بن وصيف.
[ صفحه 39]
و كان من أعظم امرائه. و محل اعتماده في مهماته.
و علقوا رأسه في باب المهتدي. لهوانه و استخفافه...
فقتلوه - بعد ذلك - أقبح قتل [12] .
16- (ارسل الخليفة [13] جماعة للقبض علي صالح بن وصيف).... فلما قضوا علي صالح بن وصيف.
أخرج حافيا - ليس علي رأسه شي ء -.
فضربه - بعض علي عاتقه.
ثم قتلوه. و أخذوا رأسه و تركوا جثته.
و وافوا به دار المهتدي - قبل المغرب -. فقالوا له في ذلك.
فقال: واروه.
ثم حمل رأسه و طيف به علي قتاة. ونودي عليه [14] .
17- أرسل المهتدي جماعة - من جنوده - للقبض علي صالح بن وصيف - بعد ما اختفي و فرمنهم - فظفروا ب صالح بن وصيف.
فقتل. وجي ء برأسه الي المهتدي.
فقال: واروه.
فلما اصبح الصباح. رفع الرأس علي الرمح.
ونودي عليه في أرجاء البلد... [15] .
[ صفحه 40]
پاورقي
[1] كان صالح بن وصيف - عليه اللعنة - رئيس الامراء في خلافة المهتدي - علية اللعنة - و كان - عليه اللعنة - هو المتولي لحبس الامام العسكري صلوات الله تعالي عليه.
[2] في المصدر: رصيف (و ذلك سهو مطبعي ظاهر).
[3] أي: الامام العسكري صلوات الله تعالي عليه.
[4] المناقب: ج 4 ص 429.
[5] في بحارالانوار: جلس (و ذلك سهو مطبعي ظاهر).
[6] و كان صالح بن وصيف هو المتولي لحبس الامام العسكري عليه السلام.
[7] يعني من السوء و الاذي.
[8] في كشف الغمة بدون كلمة: قال.
[9] في بحارالانوار: خده له.
[10] في اعلام الوري: فيه قولا.
[11] كشف الغمة: ج 2 ص 412 و اعلام الوري: ج 2 ص 150 و الارشاد للشيخ المفيد - عليه الرحمة -: ج 2 ص 329 و 330 و بحارالانوار: ج 50 ص 307 - نقله عن اعلام الوري و الارشاد -.
[12] هامش بحارالانوار: ج 50 ص 308.
[13] و جاء في الخبر: أن الله تعالي ينتقم من الظالم. بالظالم.
[14] الكامل في التاريخ لابن اثير: ج 7 ص 225.
[15] البداية و النهاية لابن كثير: ج 11 ص 22.