مقدمة المؤلف
«بسم الله الرحمن الرحيم»
الحمد لله رب الأرباب، و الصلاة والسلام علي سادات (أولي النهي) و فصل الخطاب، محمد المصطفي و آله الطاهرين أعدال الكتاب. سيما المعصوم الثالث عشر، الامام الحادي عشر الحسن بن علي العسكري، صلوات الله عليه و علي آباء الطاهرين و ولده الخلف علي بركة الحق ولي الأمر و صاحب الزمان عجل الله تعالي فرجه الميمون.
ابتعث الله تعالي للأمة رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فكان النور، و الهدي، و الخير.
فلما مضي قام بحفظ الاسلام من بعده وصيه و ابن عمه أميرالمؤمنين عليه السلام.
و لما مضي (علي) عليه السلام خلفه في حفظ الاسلام ولده السبط الأكبر الامام الحسن عليه السلام.
ثم الحسين عليه السلام.
و هكذا.... و هكذا...
كل في عصره و زمانه ينفي عن الدين تحريف أهل الباطل. و يبطل أكاذيب الضلال.
[ صفحه 14]
حتي انتهي الأرم في سدانة الدين الحنيف الي صاحب هذا الكتاب الجليل (الامام الحسن العسكري) عليه السلام.
فقد عاصر الطواغيت، و ثابر و جاهد، و صبر وحمي، و حاز الاسلام و الشريعة عبر الأشواك المؤلمة، و المحن الشديدة.
و قصته - سلام الله عليه - مع زعيم النصاري في الاستسقاء مشهورة.
فقد ضرب الجدب شمال العراق أيام الامام العسكري عليه السلام لمدة طويلة، حتي شح الماء، و نفد الزرع، و قل الضرع، فأمر الطاغوت العباسي المسلمين بصلاة الاستسقاء، فاستسقوا فلم يسقوا، فأرسل زعيم النصاري أن استسقوا هذه المرة ليحضر هو، فاستسقوا فحضر النصراني و معه جماعة من النصاري فرفع النصراني يديه الي السماء و قد بسط كفيه فأسرع السحاب و أمطروا وابلا.
فافتتن المسلمون، و قالوا: يظهر أن دين النصرانية حق، فأرسل الطاغوت الي الامام العسكري عليه السلام
و قال له: أدرك دين جدك. فأمر عليه السلام أن يستسقوا أيضا، و يخرج النصراني، فلما خرج النصراني أمر عليه السلام شخصا ليذهب عند النصراني فاذا رفع النصراني كفه الي السماء يأخذ ما كان بين أصابعه، ففعل، فاذا قطعة عظم و جاء بها الي الامام العسكري عليه السلام، فقال عليه السلام: هذه قطعة عظم نبي من الأنبياء أخذها النصراني من بعض القبور، فلا تكشف للسماء الا أمطرت:
و هكذا أنقذ عليه السلام المسلمين من فتنة في الدين عظيمة، فصلوات الله و سلامه الدائم علي ما حفظ في عهده دين جده المصطفي صلي الله عليه و آله و سلم.
محمدرضا الحكيمي
[ صفحه 17]