بازگشت

كيفية وصول والدة الامام الحجة الي الامام العسكري


كان (بشر بن سليمان النخاس) من ولد «أبي أيوب الأنصاري» أحد موالي أبي الحسن و أبي محمد عليهماالسلام.

فدعاه أبوالحسن عليه السلام و كان يحدث ابنه أبامحمد.

فقال عليه السلام: يا «بشر» انك من ولد الأنصار، و هذه الموالاة لم تزل فيكم يرثها خلف عن سلف، و أنتم ثقاتنا أهل البيت، و كتب كتابا لطيفا بخط رومي و لغة رومية، و طبع عليه خاتمه.

و أخرج شقة صفراء فيها مئتين و عشرين دينارا و أنفذه الي بغداد و قال له: احضر معبر الفرات ضحوة يوم كذا، الي أن تبرز للمبتاعين جارية، صفتها كذا و كذا، و يأتي البيع، فعند ذلك تعطيها الكتاب.

قال: ففعلت كذا، فلما نظرت الي الكتاب بكت بكاء شديدا.

و قالت للنخاس: بعني من صاحب هذا الكتاب.

فما زلت أشاحه في ثمنها حتي استقر الأمر، و استوفي مني الدنانير و تسلمت منه الجارية مستبشرة.

فكانت تلثم الكتاب و تضعه علي خدها.



[ صفحه 30]



فقلت: تعرفين صاحبه؟

قالت: أعرني سمعك، أنا «مليكة» بنت «يشوعا بن قيصر» ملك الروم، و أمي من ولد الحواريين، تنسب الي وصي المسيح «شمعون». ان «قيصرا» أراد أن يزوجني من ابن أخيه، فجمع من نسل الحواريين ثلاثمائة رجل، و من الملوك و القواد، أربعة آلاف، و نصب عرشا مصوغا من أصناف الجواهر فوق أربعين مرقاة.

فلما استقام أمرهم للخطبة، تسافلت الصلبان من الأعالي علي وجوهها و انهارت الأعمدة، و خر الصاعد من العرش مغشيا عليه.

فتغيرت ألوان الأساقفة و قالوا: أيها الملك اعفنا من ملاقاة هذه النحوس الدالة علي زوال الدين المسيحي و المذهب الملكاني.

فقام جدي و تفرق الناس، فرأيت من تلك الليلة «المسيح و شمعون وعدة من الحواريين» قد اجتمعوا في قصر جدي، و نصبوا فيه منبرا من نوريباري السماء علوا و ارتفاعا.

و خطب محمد صلي الله عليه و آله و سلم و زوجني من ابنه، و شهد بنو محمد و الحواريون. فلما استيقظت كنت أشفق علي نفسي، مخافة القتل، حتي مرضت وضعفت نفسي، و عجزت الأطباء عن دوائي.

فقال قيصر: يا بنية، هل تخطر ببالك شهوة؟

فقلت: لو كشفت عمن في سجنك من أساري المسلمين، رجوت أن يهب المسيح و أمه لي عافية.

فلما فعل ذلك، تجلدت في اظهار الصحة من بدني، و تناولت



[ صفحه 31]



يسيرا من الطعام، فأقبل علي اكرام الأساري.

فرأيت أيضا كأن «فاطمة» زارتني و معها «مريم» و ألف وصيفة من وصايف الجنان.

فيقال لي: هذه سيدة النساء أم زوجك أبي محمد.

فأتعلق بها و أشكور اليها امتناع أبي محمد عليه السلام من زيارتي.

فتقول: ان ابني لا يزورك و أنت مشركة بالله علي مذهب النصاري و هذه أختي «مريم»، تبرئي الي الله من دينك.

فقولي: «أشهد أن لا اله الا الله، و أشهد أن محمدا رسول الله». فلما تكلمت بها ضمتني الي صدرها، و طيبت نفسي، و كانت بعد ذلك كل ليلة يزورني أبومحمد.

اذ أخبرني أن جدك سيسري جيوشا الي قتال المسلمين يوم كذا. فعليك باللحاق به متنكرة في زي الخدم، مع عدة من الوصايف من طريق كذا.

ففعلت، فوقعت علينا طلائع المسلمين حتي كان من أمري ما شاهدت.

قال «بشر»: فلما دخلت علي أبي الحسن عليه السلام قال لها:

كيف أراك الله عز الاسلام و ذل النصرانية و شرف أهل بيت نبيه محمد صلي الله عليه و آله و سلم؟

قالت: كيف أصف لك يا ابن رسول الله، ما أنت أعلم به مني.

قال عليه السلام: فابشري بولد يملك الدنيا شرقا و غربا، و يملأ



[ صفحه 32]



الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما.

«يا كافور» ادع لي أختي «حكيمة».

فلما دخلت عليه قال لها: هاهي، فاعتنقتها طويلا.

قال: خذيها الي منزلك و علميها الفرائض و السنن، فانها زوجة أبي محمد. و لقد أورد كتابا في ذكر ولده القائم عليه السلام [1] .



[ صفحه 33]




پاورقي

[1] مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب ج 4 ص 441 - 440.