بازگشت

المعجزة باختصار


(المعجزة) قانون الهي خاص، و استثناء من قانون الهي عام، يختص الله تعالي أنبيائه و الأئمة الأوصياء بها اتماما للحجة، و تمييزا للدجل عن الواقع، و الباطل عن الحق، و المتنبي عن النبي، و المتقمص للخلافة عن الخليفة.

و قد طفحت آيات القرآن الحكيم (بالمعاجز) التي كلها خرق للقانون الالهي العام، بالقوانين الالهية الخاصة.

فهذا آصف بن برخيا وصي سليمان بن داود، تناول العرش العظيم لبلقيس - ملكة اليمن - و عبر به أكثر من ألف كيلومتر و جاء به الي فلسطين في أقل من ثانية...

نعم أقل من ثانية واحدة، التي تكون جزءا من ستين جزء من الدقيقة الواحدة.

فهذا صريح القرآن الكريم ينادي بذلك

(قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد اليك طرفك فلما رآه مستقرا عنده....)

[سورة النمل؛ الآية: 40]



[ صفحه 50]



ورود في البحار عن (أبان الأحمر) عن الصادق عليه السلام أنه قال:

«يا أبان: كيف ينكر الناس قول أميرالمؤمنين عليه السلام لما قال: لو شئت لرفعت رجلي هذه فضربت بها صدر ابن أبي سفيان بالشام فنكسته عن سريره، و لا ينكرون تناول (آصف) وصي سليمان عرش بلقيس و اتيانه سليمان».

[بحارالأنوار / ج 14 / ص 113]

و هكذا... و هكذا.... العشرات من المعاجز التي صرح بها القرآن الحكيم لأنبيائه و أوصيائهم عليهم السلام و الامام العسكري - صلوات الله عليه - واحد من الأوصياء، بل هو و آبائه الأوصياء و ولده بقية الله خيرة عامة الأوصياء - كما نطقت بذلك الأحاديث الشريفة - فهل يستغرب من مثله أن يأتي بمعاجز - باذن الله تعالي بسبب القوانين الالهية الخاصة التي اختص بها أوليائه العظام - تبهر العقول، و يعجز الخلق عن أمثاله طبقا للقوانين الالهية العامة في الكون!

كلا و ألف كلا...

و اليك نماذج سجلها التاريخ، و طفحت بها الآثار المروية في كتب الحديث و التفسير و التاريخ من معجزات الامام أبي محمد الحسن بن علي العسكري - صلوات الله عليه و علي آبائه الكرام -



[ صفحه 51]