في علمه بنسب مهجع بن الصلت
(مما شاهده أبوهاشم - رحمه الله - من دلائله عليه السلام):
[ صفحه 53]
مما ذكره أبوعبدالله أحمد بن محمد بن عياش قال باسناده:
(عن أبي هاشم) قال: كنت عند أبي محمد عليه السلام فاستؤذن لرجل من أهل اليمن، فأذن له، فاذا هو رجل جميل طويل جسيم، فسلم عليه بالولاية فرد عليه بالقبول، و أمره بالجلوس فجلس الي جنبي.
فقلت في نفسي: ليت شعري من هذا.
فقال أبومحمد: هذا من ولد الأعرابية صاحبة الحصاة التي طبع آبائي عليها، ثم قال: هاتها.
فأخرج حصاة و في جانب منها موضع أملس فأخذها و أخرج خاتمه فطبع فيها، فانطبع و كأني أقرأ الساعة «الحسن بن علي».
فقلت لليماني: رأيته قط قبل هذا؟
فقال: لا والله و اني منذ دهر حريص علي رؤيته حتي كانت الساعة، أتاني شاب لست أراه.
قال: قم فادخل، فدخلت.
ثم نهض و هو يقول: «رحمة الله و بركاته عليكم أهل البيت انه حميد مجيد ذرية بعضها من بعض».
أشهد أن حقك لواجب كوجوب حق أميرالمؤمنين و الأئمة من بعده صلوات الله عليهم أجمعين، و اليك انتهت الحكمة و الامامة و انك ولي الله الذي لا عذر لأحد في الجهل به.
فسألت عن اسمه، فقال: اسمي: (مهجع بن الصلت) بن عقبة بن سمعان بن أم غانم، و هي الاعرابية اليمانية صاحبة الحصاة التي ختم فيها أميرالمؤمنين عليه السلام.
قال أبوهاشم الجعفري في ذلك:
بدرب الحصا مولي لنا يختم الحصي
له الله أصفي بالدليل و أخلصا
[ صفحه 54]
و أعطاه آيات الامامة كلها
كموسي و فلق البحر و اليد و العصا
و ما قمص الله النبيين حجة
و معجزة الا الوصيين قمصا
و ان كنت مرتابا بذاك فقصره
من الأمر أن تتلو الدليل و تفصحا
(التحقيق في صاحبة الحصاة أم غانم):
قال أبوعبدالله بن عياش: هذه (أم غانم صاحبة الحصاة) غير تلك صاحبة الحصاة و هي أم الندي، حبابة بن جعفر الوالبية الأسدية، و هي غير صاحبة الحصاة الأولي، التي طبع فيها رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و أميرالمؤمنين عليه السلام فانها أم سليم، و كانت وارثة الكتب، فهن ثلاثة ولكل واحدة منهن خبر قد رويته [1] .
پاورقي
[1] أعلام الوري للشيخ الطبرسي ص 414 - 413.
و كشف الغمة لابن أبي الفتح الأربلي ص 229 - 228 ج 3.
و مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب ج 4 ص 442 - 441.