بازگشت

في علمه بدين الرجل و قضائه له من الأرض بالذهب و الفضة


(و عن أبي هاشم) أيضا: أنه ركب أبومحمد عليه السلام يوما الي الصحراء فركبت معه، فبينما يسير قدامي و أنا خلفه، اذ عرض لي فكر في دين كان علي قد حان أجله.

فجعلت أفكر في أي وجه قضاؤه، فالتفت الي و قال:

الله يقضيه، ثم انحني علي قربوس سرجه، فخط بسوطه خطة في الأرض، فقال: يا أباهاشم انزل فخذ و اكتم.

فنزلت، فاذا سبيكة [1] ذهب، قال: فوضعتها في خفي و سرنا، فعرض لي الفكر، فقلت: ان كان فيها تمام الدين و الا فاني أرضي صاحبه بها، و نحب أن ننظر في وجه نفقة الشتاء و ما تحتاج اليه فيه من كسوة و غيرها.

فالتفت الي ثم انحني ثانية، فخط بسوطه مثل الأولي ثم قال: انزل و خذ و اكتم.

قال: فنزلت فاذا بسبيكة فجعلتها في الخف الآخر.

و سرنا يسيرا، ثم انصرف الي منزله و انصرفت الي منزلي، فجلست و حسبت ذلك الدين و عرفت مبلغه، ثم وزنت سبيكة الذهب فخرج بقسط ذلك الدين ما زادت و لا نقصت، ثم نظرت ما نحتاج اليه لشتوتي من كل وجه، فعرفت مبلغه الذي لم يكن بد منه، علي الاقتصاد بلا تقتير [2] و لا اسراف.

ثم وزنت سبيكة الفضة، فخرجت علي ما قدرته، ما زادت و لا نقصت [3] .



[ صفحه 64]




پاورقي

[1] السبيكة: القطعة من الفضة أو الذهب ذوبت و أفرغت في قالب.

[2] التقتير: ضد الاسراف و هو المماكسة في المعيشة.

[3] الأنوار البهية للشيخ عباس القمي ص 254.