بازگشت

من مرقده و أداء كيس الرجل الزائر التركي له، الذي فقده بين المسيب و كربلا


و لقد [1] حدثني السيد السند محمد هادي العاملي المجاور لمشهد الكاظميين عليهماالسلام عنه (ره) قال:

كنت أصلي يوما في داخل الحضرة الشريفة العسكرية، و لم يكن فيها أحد غيري، و اذا برجل من الأتراك دخل الحضرة، وخاطب الامام عليه السلام بعد الزيارة، و قال بلسان التركية ما معناه:

اني أريد منك نفقتي التي ضاعت مني، و أنت تعلم أنه ليس لي شي ء أبلغ به الي وطني، و كان زادي منحصرا فيها و لا أفارقك حتي



[ صفحه 106]



آخذها منك، و أخرج القطن من أذنك، و هذا من الأمثال الشايعة يقال لمن يتغافل عن قضاء الحاجة، و كان يتردد أمثال تلك الكلمات.

قال (ره): فلما سمعت مقالته المنكرة و كان يظن أني لا أفهم لسانه.

فقمت اليه و قلت: ما هذه الاساءة في الأدب و التجري علي الامام عليه السلام؟ فنهرته وردعته عن مقاله.

فقال: مالك و الدخول بيني و بين امامي، اذهب الي شغلك الذي كنت عليه، فاني أعرف به و بحقه منك، و لا أفارقه حتي أقضي منه مرادي، فرجعت الي مكاني في الزاوية التي تلي جهة الرأس و الرجل عادا الي كلامه و يطوف حول الشباك، و كنت متفكرا في أمره. و اذا بصوت كوقع السلسلة علي الطشت، فنظرت فرأيت كيسا قد طرح علي الأرض بجنب الشباك من سمت الرأس.

و كان الرجل حينئذ فيما يلي الرجلين، فلما سمع الصوت رجع الي جهته فرأي كيسه فناوله مبتهجا مسرورا.

و استقبلني و قال: رأيت كيف أخذت كيسي منهم عليهم السلام بمقالاتي التي أنكرتها و استوحشت منها؟ ولولاها لم يلتفتوا.

فقلت: أين ضاع كيسك؟ قال: بين المسيب و كربلا، و لم أعلم به الا هنا.

فتعجبت من صداقته و يقينه و اخلاصه، و شكرت الله بما أراني من آيات حججه عليهم السلام [2] .



[ صفحه 107]




پاورقي

[1] قال الشيخ النوري:...

[2] دارالسلام للشيخ النوري ج 2 ص 224 - 223.