بازگشت

و ممن ينقل أن رأي الحجة و آثاره السيد محمد هادي العاملي في حرم والده العسكري


(قال) و حدثني الثقة العدل الأمني «محمد» المجاور لمشهد العسكريين عليهماالسلام، عن أمه، و هي من الصالحات العابدات، قالت:

كنت يوما في السرداب الشريف مع أهل بيت المولي المذكور [1] في يوم الجمعة، و هو (ره) يدعو دعاء الندبة، و نتبعه في دعائه، و كان يبكي بكاء الواله الحزين، و يضج ضجيج المستصرخين، و كنا نبكي ببكائه و لم يكن معنا غيرنا.

فبينا نحن في هذه الحالة و اذا بشذو مسك [2] ، انتشر في السرداب و ملأ فضائه و هوائه و اشتد نفاحه بحيث ذهبت عن جميعنا تلك الحالة، فسكتنا، كأن علي رؤسنا الطير و لم نقدر علي حركة أو كلام.

فبقينا متحيرين الي أن مضي زمان قليل، فذهب ما كنا نستشمه من تلك الرائحة الطيبة، و رجعنا الي ما عكفنا عليه من الدعاء، فلما رجعنا الي البيت و سئلت المولي (ره) عن سبب ذاك الطيب؟

فقال: مالك والسؤال عن هذا؟ و أعرض عن جوابي [3] .

يقول الحكيمي:

«و يظهر من هذا المجمل: أن وجود المنتظر (عليه الصلاة و السلام) ظهر في السرداب حتي فاح المسك و العنبر عليهم بوجوده، و بهيبته عليه السلام أخذوا يهابونه حتي كأن الطير علي رؤوسهم.



[ صفحه 108]



ولكن سماحة العالم الجليل ما أراد أن يظهر لهم ذلك بالجواب حتي يكون منقبة لنفسه رضوان الله عليه. هذا والله العالم بأسرار الأمور».


پاورقي

[1] السيد محمد هادي العاملي المجاور لمشهد الكاظميين عليه السلام.

[2] الشذو: ريح المسك.

[3] دارالسلام للشيخ النوري ج 2 ص 224.