و ممن شاهده في حرم والده العسكري و نبهه ثم بصره هو السيد شاهر الكليددار
قال [1] «السيد شاهر»: كنت ليلة في الحرم الشريف الي أن خرج من كان فيه و لم يبق فيه أحد، فأردت اغلاق الأبواب، فأغلقت أحد البابين، و لما أردت اغلاق الآخر، رأيت سيدا جليلا نبيلا دخل الحضرة في غاية من السكينة و الوقار، يمشي بقلب جامع و بدن خاشع.
فقلت: لعله يخفف في زيارته فما منعته عن الدخول، و كان بيده كتاب، فلما استقر تجاه القبر المطهر، شرع في الزيارة الجامعة الكبيرة بترتيل و اطمينان و يبكي في خلالها بكاء الواله الحيران.
فدنوت منه و سألت منه التخفيف فيها و التعجيل في الخروج، فلم يلتفت الي أصلا، فجلست هنيئة فضاق خلقي، فقمت اليه ثانيا، و ذكرت له بعض ما يسوؤه، فلم يشعر بي، وظني أنه ذكر المرة الثالثة.
قال: فأخذت الكتاب من يده و أفحشت في القول فيه، فلم يتعرض الي و هو علي ما هو عليه من التأني و البكاء و الحضور.
[ صفحه 109]
قال: فلما أخذت الكتاب منه رأيت عيني لا يبصر شيئا أصلا، فاجتهدت في ذلك، فوجدتها عمياء، فقربت نفسي الي الباب و أخذت بطرفيه منتظرا لخروجه، فلما فرغ من الزيارة مشي الي خلف الضريح وزار السيدة النقية نرجس، و الرضية المرضية حكيمة و أنا أسمع كلامه.
فلما وصل الي الباب قاصدا للخروج أخذت بثوبه و تضرعت اليه و أقسمت عليه أن يتجاوز عني و يرد بصري الي ما كان.
فأخذ مني الكتاب و أشار الي عيني، فصارت كالأولي كأنها لم تكن عمياء، فسرحت طرفي فلم أجد أحدا في الرواق و لا في خارجه [2] .
پاورقي
[1] قال الشيخ النوري: و من عجيب ما حدثني به من غير هذا الباب: أن «السيد شاهر» كان أخا للسيد حسين الكليد دار والد السيد علي الكليد دار الذي تبصر و تشيع بهداية شيخنا الأستاذ العلامة الشيخ عبدالحسين (ره) و كان نائب أخيه في فتح أبواب الروضة المقدسة العسكرية و اغلاقها قال:...
[2] دارالسلام للشيخ النوري ج 2 ص 264.