بازگشت

في علمه بما في نفس «محمد بن ميمون و استدلاله له علي ذلك


(الحسين بن حمدان الخصيبي) في هدايته باسناده، عن



[ صفحه 118]



«محمد بن ميمون الخراساني» قال: قدمت من خراسان أريد سر من رأي للقاء مولاي أبي الحسن عليه السلام، فصادفت نقلته صلوات الله عليه، و كانت الأخبار عندنا صحيحة، ان الحجة و الامام من بعده سيدنا محمد المهدي عليه أفضل الصلاة والسلام.

فصرت الي اخواننا المجاورين له، فقلت لهم: أريد الوصول الي أبي محمد عليه السلام فقالوا: هذا يوم ركوبه الي دار المعتز فقلت: أقف له في الطريق، فلست أخلو من دلالة بمشية الله وعونه، ففاتني و هو ماض، فوقفت علي ظهر دابتي حتي رجع و كان يوما شديد الحر فتلقيته فأشار الي بطرفه فتأخرت و صرت وراءه و قلت في نفسي: اللهم انك تعلم اني أؤمن و أقر بأنه حجتك علي خلقك و أن مهدينا من صلبه، فسهل لي دلالة تقربها عيني و ينشرح بها صدري.

فانثني عليه السلام الي و قال لي يا محمد بن ميمون قد أجيبت دعوتك.

فقلت: لا اله الا الله قد علم سيدي ما ناجيت ربي به في نفسي.

ثم قلت طمعا في الزيادة: ان كان يعلم ما في نفسي فيأخذ القلنسوة من رأسه.

قال: فمد يده عليه السلام فأخذها و ردها.

فوسوست لي نفسي لعله اتفاق: و ان حميت عليه القلنسوة فأخذها و وجد حر الشمس فردها، فان كان أخذها لعلمه بما في نفسي فليأخذها ثانية ويضعها علي قربوس سرجه فأخذها عليه السلام فوضعها علي القربوس، فقلت: فليردها، فردها عليه السلام علي رأسه.

فقلت: لا اله الا الله أيكون هذا الاتفاق مرتين، اللهم ان كان هو الحق فليأخذها ثالثة فيضعها علي قربوس سرجه فيردها مسرعا.



[ صفحه 119]



فأخذها عليه السلام فردها علي القربوس وردها مسرعا علي رأسه وصاح: يا محمد بن ميمون الي كم؟ فقلت: حسبي يا مولاي [1] .


پاورقي

[1] مدينة المعاجز للسيد هاشم البحراني ص 581 - 580.