بازگشت

في علمه بما في نفس أبي هاشم في تأويل الآية ان يسرق و مكانة يوسف من أبيه


(الراوندي) قال: روي سعد بن عبدالله، عن محمد بن الحسن بن شمعون، عن داود بن القاسم الجعفري قال: سئل أبومحمد عليه السلام عن قوله تعالي: (ان يسرق فقد سرق أخ له من قبل) [1] .

و السائل رجل من قم، و أنا حاضر، فقال عليه السلام:

ما سرق يوسف، انما كان ليعقوب منطقة ورثها من ابراهيم عليه السلام، و كانت تلك المنطقة لا يسرقها أحد الا استعبد، و كان اذا سرقها انسان نزل جبرائيل عليه السلام فأخبره بذلك، فأخذت منه وصار عبدا، و ان المنطقة كانت عند سارة بنت اسحاق بن ابراهيم و كانت سمية أمه، و ان سارة أحبت يوسف و أرادت أن تتخذه ولدا لها، و أنها أخذت المنطقة فربطتها علي وسطه، ثم سدلت عليه سرباله، و قالت ليعقوب: ان المنطقة مع يوسف عليه السلام، و لم يخبره بخبر ما صنعت سارة لما أراد الله.

فقام يعقوب عليه السلام الي يوسف ففتشه و هو يومئذ غلام يافع، و استخرج المنطقة.

فقالت سارة بنت اسحاق: متي سرقها يوسف و أنا أحق به.

فقال لها يعقوب عليه السلام: فانه عبدك علي أن لا تبيعيه و لا تهبيه.



[ صفحه 120]



قالت: فأنا أقبله علي أن لا تأخذه مني، و اعتقه الساعة.

فأعطاها اياه، فأعتقته، و لذلك قال اخوة يوسف: (ان يسرق فقد سرق أخ له من قبل).

«قال أبوهاشم»: فجعلت أخيل هذا في نفسي، أفكر و أتعجب من هذا الأمر مع قرب يعقوب من يوسف، و حزن يعقوب عليه السلام عليه حتي ابيضت عيناه من الحزن، و المسافة قريبة.

فأقبل علي أبومحمد عليه السلام فقال: يا أباهاشم نعوذ بالله مما جري في نفسك من ذلك فان الله لو شاء يرفع الساتر من الأعلي ما بين يعقوب و يوسف: حتي كانا تبرأ ان فعل، ولكن له أجل هو بالغه و معلوم ينتهي اليه ما كان من ذلك، فالخيار من الله لأوليائه [2] .


پاورقي

[1] سورة يوسف؛ الآية: 77.

[2] مدينة المعاجز للسيد هاشم البحراني ص 582 - 581.