في علمه بالمغيبات و ما يحدث لابن الشريف
(ثاقب المناقب، و الراوندي): روي أحمد بن محمد بن
[ صفحه 122]
«جعفر بن الشريف الجرجاني» قال: حججت سنة، فدخلت علي أبي محمد عليه السلام بسر من رأي، و قد كان أصحابنا حملوا معي شيئا من المال، فأردت أن أسأله الي من أدفعه؟
فقال لي عليه السلام قبل أن قلت له: ادفع ما معك الي المبارك خادمي.
قال: ففعلت و خرجت و قلت: ان شيعتك بجرجان يقرؤن عليك السلام.
قال عليه السلام: فان تصير الي جرجان من يومك هذا الي مائة و سبعين يوما، و تدخلها يوم الجمعة لثلاث مضين من شهر ربيع الآخر في أول النهار، فاعلمهم أني أوافيهم في ذلك اليوم آخر النهار، و امض فان الله سيسلمك و يسلم ما معك.
فتقدم علي أهلك و ولدك، و يولد لولدك الشريف ابن فسمه «الصلت بن الشريف» بن جعفر بن الشريف» و سيبلغ الله بك و يكون من أوليائنا.
فقلت: يا بن رسول الله ان «ابراهيم بن اسماعيل الجرجاني» هو من شيعتك كثير المعروف الي أوليائك، يخرج اليهم في السنة من ماله أكثر من مائة ألف درهم، و هو أحد المتقلبين في نعم الله بجرجان.
فقال عليه السلام: شكرا لأبي اسحاق ابراهيم بن اسماعيل صنيعه الي شيعتنا، و غفر له ذنوبه، ورزقه ذكرا سويا قائلا بالحق، فقل له: يقول لك الحسن بن علي عليه السلام سم ابنك أحمد.
فانصرفت من عنده عليه السلام و حججت و سلمني الله حتي وافيت جرجان في يوم الجمعة في أول النهار من شهر ربيع الآخر علي ما ذكره عليه السلام، و جاءني أصحابنا يهنوني.
[ صفحه 123]
فوعدتهم أن الامام عليه السلام و عدني أن يوافيكم في آخر هذا اليوم، فتأهبوا لما تحتاجون اليه، و أعدوا مسائلكم و حوائجكم كلها.
فلما صلوا الظهر و العصر اجتمعوا كلهم في داري، فوالله ما شعرنا الا و قد وافانا أبومحمد عليه السلام فدخل الينا و نحن مجتمعون، فسلم هو أولا علينا، فاستقبلناه و قبلنا يده.
ثم قال عليه السلام: اني كنت وعدت «جعفر بن الشريف» أن أوافيكم في آخر هذا اليوم.
فصليت الظهر والعصر بسر من رأي و سرت اليكم لأجدد بكم عهدا، وها أنا قد جئتكم الآن، فاجمعوا مسائلكم و حوائجكم كلها.
فأول من انتدب لمسألته ثلاثة: «النضر بن جابر» قال: يابن رسول الله ان ابني جابر أصيب ببصره منذ أشهر، فادع الله له أن يرد عليه عينيه، قال عليه السلام: فهاته.
فحضر، فمسح عليه السلام بيده علي عينيه، فعاد بصيرا، ثم تقدم رجل فرجل يسألونه حوائجهم الي كل ما سألوه، حتي قضي حوائج الجميع و دعا لهم بخير و انصرف من يومه ذلك [1] .
پاورقي
[1] مدينة المعاجز للسيد هاشم البحراني ص 574.