بازگشت

في علمه بأجل صاحبه أحمد بن اسحاق و قيامه بغسله و تكفينه بعد موته


(ابن بابويه) قال: حدثنا «محمد بن علي بن محمد بن النوفلي المعروف بالكرماني» باسناده قال حدثنا أحمد بن مسرور، عن «سعد بن عبدالله القمي» قال: لما كان يوم الوداع دخلت أنا و «أحمد بن اسحاق»، و كهلان من أرضنا، فانتصب أحمد بن اسحاق بين يديه قائما و قال: يابن رسول الله قد دنت الرحلة و اشتدت المحنة، و نحن نسأل الله أن يصلي علي محمد المصطفي جدك، و علي المرتضي أبيك، و علي سيدة النساء أمك و علي سيدي شباب أهل الجنة عمك و أبيك، و علي الأئمة الطاهرين من بعدهما آبائك، و أن يصلي عليك و علي ولدك، و نرغب الي الله تعالي أن يعلي كعبك و يكبت عدوك، و لاجعل الله هذا آخر عهدنا من لقائك.

قال: فلما قال هذه الكلمة استعبر مولانا عليه السلام حتي استهلت دموعه و تقاطرت عبراته. ثم قال عليه السلام: يابن اسحاق لا تكلف في دعائك شططا فانك ملا والله في صدرك هذا.

فخر «أحمد» مغشيا عليه، فلما أفاق قال: سألتك بالله و بحرمة جدك الا شرفتني بخرقة أجعلها كفنا.

فأدخل مولانا عليه السلام يده تحت البساط فأخرج ثلاث عشرة درهما، فقال: خذها و لا تنفق علي نفسك غيرها، فانك لم تعدم ما سألت، والله تبارك و تعالي لا يضيع أجر المحسنين.

قال سعد: فلما صرنا بعد منصرفنا من حضرة مولانا عليه السلام من حلوان علي ثلاثة فراسخ، حم أحمد بن اسحاق و ثارت عليه علة صعبة آيس من حياته فيها.



[ صفحه 132]



فلما وردنا حلوان و نزلنا في بعض الخانات، دعا أحمد بن اسحاق برجل من أهل بلدة كان قاطنا بها، ثم قال: تفرقوا عني هذه الليلة و اتركوني وحدي.

و انصرفنا عنه، و رجع كل واحد منها الي مرقده.

قال سعد: فلما حان أن ينكشف الليل عن الصبح، أصابتني فكرة، ففتحت عيني، فاذا أنا «بكافور الخادم» خادم مولانا أبي محمد عليه السلام و هو يقول: أحسن الله بالخير عزاكم و حبرنا بمحبور رزيتكم، قد فرغنا من غسل صاحبكم و تكفينه، فقوموا لدفنه فانه من أكرمكم محلا عند سيدكم ثم غاب عن أعيننا فاجتمعنا علي رأسه بالبكاء و العويل حتي قضينا حقه و فرغنا من أمره (ره) [1] .


پاورقي

[1] مدينة المعاجز للسيد هاشم البحراني ص 569 - 568.