بازگشت

في علمه بآجال ابني (أنوش النصراني) و علمه بالمغيبات


(الحضيني في هدايته): قال باسناده: عن «أبي جعفر أحمد القصير البصري» قال: حضرنا عند سيدنا أبي محمد عليه السلام بالعسكر، فدخل عليه خادم من دار السلطان جليل فقال له: الأمير يقرأ عليك السلام و يقول لك: كاتبنا (أنوش النصراني) يريد أن يطهر ابنين له، و قد سألنا مسألتك أن يركب الي داره و تدعو لابنيه بالسلامة و البقاء.

فأحب أن تركب و أن يفعل ذلك، فانا لم نجشمك هذا العناء الا لأنه قال: نحن نتبرك بدعا بقايا النبوة و الرسالة.

فقال مولانا عليه السلام: الحمدلله الذي جعل النصراني أعرف بحقنا من المسلمين.

ثم قال عليه السلام: أسرجوا لنا، فركب حتي وردنا «أنوش»، فخرج



[ صفحه 133]



اليه مكشوف الرأس، حافي القدمين، و حوله القسيسون و الشماسة و الرهبان، و علي صدره الانجيل.

فتلقاه علي باب داره و قال له: يا سيدنا، أتوسل اليك بهذا الكتاب الذي أنت أعرف به منا، الا غفرت لي ذنبي في عناك و حق المسيح بن مريم و ما جاء به من الانجيل من عندالله ما سألت الأمير مسألتك هذا الا لأنا وجدناكم في هذا الانجيل مثل المسيح بن مريم عند الله.

فقال مولانا عليه السلام: الحمدلله.

و دخل علي فرسه و الغلامان علي منصة و قد قام الناس علي أقدامهم.

فقال عليه السلام: أما ابنك هذا فباق عليك، و أما الآخر فمأخوذ عنك بعد ثلاثة أيام، و هذا الباقي يسلم و يحسن اسلامه، و يتولانا أهل البيت.

فقال «أنوش»: والله يا سيدي ان قولك الحق، و لقد سهل علي موت ابني هذا لما عرفتني أن الآخر يسلم و يتوالاكم أهل البيت.

فقال له بعض القسيسين: مالك لا تسلم؟ فقال له «أنوش»: أنا مسلم و مولانا يعلم ذلك.

فقال مولانا عليه السلام: صدق، ولولا أن تقول الناس أنا خبرناك بوفاة ابنك و لم يكن كما أخبرناك، لسألنا الله بقاءه عليك، فقال «أنوش» لا أريد يا سيدي الا ما تريد.

قال أبوجعفر أحمد القصير مات والله ذلك الابن بعد ثلاثة أيام، و أسلم الآخر بعد سنة و لزم الباب معنا الي وفاة سيدنا أبي محمد عليه السلام



[ صفحه 134]