بازگشت

في هدي الدواب و سكونها أمامه


(أبوجعفر محمد بن جرير الطبري) قال: أخبرني «أبوالحسين



[ صفحه 136]



محمد بن هارون بن موسي» قال: حدثني «أبي(ره)» قال: كنت في دهليز لأبي علي محمد بن همام، علي دكة وضعها، اذ مر بنا شيخ كبير عليه دراعة، فسلم علي أبي علي محمد بن همام، فرد عليه السلام. فمضي فقال لي: تدري من هذا؟ فقلت: لا.

فقال: شاكري لمولانا أبي محمد الحسن بن علي عليه السلام، أفتشتهي أن تسمع من أحاديثه عنه عليه السلام شيئا؟

قلت: نعم، فقال لي: معك شي ء تعطيه؟ فقلت: معي درهمان صحيحان.

فقال: هما يكفيانه، فمضيت خلفه فلحقته بموضع كذا، فقلت: أبوعلي يقول لك تبسط للمصير الينا، فقال: نعم، فجئت به الي أبي علي محمد بن همام، فجلس اليه فغمزني أبوعلي أن أسلم الدرهمين، فسلمتها اليه، فقال لي ما يحتاج الي هذا، ثم أخذهما فقال له: يا أباعبدالله، محمد حدثنا عن أبي محمد عليه السلام قال: كان أستاذي صالحا من بين العلويين لم أرقط مثله، و كان يركب بسرج صفة بيريون مسكين و أزرق.

و كان يركب الي دار الخلافة بسر من رأي في كل اثنين و خميس.

«قال أبوعبدالله محمد الشاكري»: و كان يوم النوبة يحضر من الناس شي ء عظيم و تنفض المشارع بالدواب و البغال والحمير و الضجة، فلا يكون لأحد موضع يمشي و لا يدخل بينهم، قال: فاذا جاء أستاذي عليه السلام سكنت الضجة و هدي صهيل الخيل و نهاق الحمير، قال: و تفرقت البهائم حتي يصير الطريق واسعا لا يحتاج أن يتوقي من الدواب بخفة ليزحمها، ثم يدخل عليه السلام فيجلس في مرتبته التي جعلت له، فاذا أراد الخروج قام البوابون و قالوا: هاتوا دابة أبي محمد عليه السلام. فسكن صياح الناس و صهيل الخيل، و تفرقت الدواب حتي يركب عليه السلام و يمضي.



[ صفحه 137]



«و قال الشاكري»: و استدعا يوما الخليفة فشق ذلك عليه، و خاف أن يكون قد سعي به اليه بعض من يحسده من العلويين و الهاشميين علي مرتبته، فركب و مضي اليه فلما حصل في الدار قيل له: ان الخليفة قد قام، ولكن أجلس في مرتبتك و انصرف.

قال: فانصرف و جاء الي سوق الدواب، و فيها من الضجة و المصادمة، و اختلاف الناس شي ء كثير.

قال: فلما دخل اليها سكنت الضجة و هدأت الدواب.

قال: و جلس عليه السلام الي نخاس كان يشري له الدواب، قال: فجي ء له بفرس كبوس لا يقدر أحد أن يدنو منه، قال فباعوه اياه فوكس، فقال لي: يا محمد قم فاطرح السرج عليه.

قال: فقمت و علمت أنه لا يقول لي عليه السلام الي ما يؤذيني.

فحللت الحزام و طرحت السرج عليه و لم يتحرك، و جئت لأمضي به، فجاء النخاس، فقال: ليس يباع، فقال لي: سلمه اليه، فجاء النخاس ليأخذه، فالتفت عليه السلام اليه التفاتة ذهب منه منهزما.

قال: و ركب عليه السلام و مضينا، فلحقنا النخاس، فقال: صاحبه يقول له: أشفقت من أن يرده، فان كان قد علم ما فيه من العبس فليشتره.

فقال لي أستاذي عليه السلام قد علمت، فقال: قد بعتك، فقال لي: خذه، فأخذته فجئت به الي الاصطبل، فما تحرك و لا آذاني، فتركه أستاذي، فلما نزل جاء اليه، فأخذ بأذنه اليمني فرقاه، ثم أخذ بأذنه اليسري فرقاه، قال: فوالله لقد كنت أطرح الشعير فأفرق و لا يتحرك بين يديه، و لا يتحرك هذا ببركة أستاذي.

«قال أبومحمد»: قال «أبوعلي بن همام»: هذا الفرس يقال له



[ صفحه 138]



«الصوون»، يزحم بصاحبه حتي يزحم به الحيطان و يقوم علي رجليه و يلطم صاحبه.

قال «محمد الشاكري»: كان أستاذي عليه السلام أصلح من رأيت من العلويين و الهاشميين ما كان يشرب هذا النبيذ، و كان عليه السلام يجلس في المحراب و يسجد، فأنام و أنتبه، و هو ساجد، و كان عليه السلام قليل الأكل، و كان يحضره التين و العنب و الخوخ، و ما يشاكله، فيأكل منه الواحدة و الاثنتين و يقول: خذ هذا الي صبيانكم.

فأقول: هذا كله، فيقول عليه السلام: خذه ما رأيت قط اشتري منه [1] .


پاورقي

[1] مدينة المعاجز للسيد هاشم البحراني ص 567.